الخرطوم: وليد النور
تنطلق اليوم الخميس بالخرطوم أعمال مجلس الشورى القومي للمؤتمر الوطني في دورة الانعقاد الثامنة ، ويناقش المجلس عدداً من القضايا الاقتصادية والعلاقات الخارجية والسياسية ، ومن المتوقع أن يحسم مسألة تسمية مرشح الرئاسة ، التي شغلت الأوساط السياسية بالداخل والخارج .
ترشيح رئيس الجمهورية أصبحت القضية التي تصدرت واجهة الأحداث في أروقة المؤتمر الوطني ، لاسيما عقب إعلان كافة الولايات وقطاعات الحزب تأييدها لترشيح الرئيس البشير لدورة رئاسية ثالثة . وكان مؤتمر الشورى السابع طرح ترشيح البشير، ولكن أُسقط لجهة أن مناقشة الترشيح ليست من ضمن أجندة المؤتمر، و تباينت أراء عضوية الحزب حول الترشيح، الذي يخالف النظام الأساسي للحزب والدستور.
وعلمت (المجهر) من مصادرعليمة بأن المؤتمر سيعدل النظام الأساسي للحزب.فيما استبق المؤتمر الوطني الأحزاب المشاركة معه في الحوار ودفع بتعديل الدستور وقانون الانتخابات إلى المجلس الوطني .
و أعلن رئيس مجلس الشورى القومي للمؤتمر الوطني، بروفيسور “كبشور كوكو”، أن مؤتمر الشورى الذي يبدأ أعماله اليوم سيحسم ترشيح رئيس الجمهورية، المشير “عمر البشير”، عن الحزب في انتخابات(2020م)، ودعا إلى ألا يكون الترشيح مدخلاً لانشقاق الحزب ، وأضاف: (الما داير البشير معناها ما داير الحزب).
وقطع “كوكو”، أن شهر أبريل من العام المقبل موعداً لانعقاد المؤتمر العام الخامس للحزب. وقال إن مؤتمر الشورى سيناقش عدة قضايا، من بينها تعديل دستور السودان الانتقالي(2005م) تعديل(2017م)، وتعديل النظام الأساسي للحزب، إضافة لقانوني الانتخابات والأحزاب، فضلاً عن تداول أوراق تتطرق إلى الضائقة الاقتصادية والعلاقات الخارجية.
وقال “كوكو”، : إن قضية إعادة ترشيح “البشير”، توافقت عليها أحزاب وطرق صوفية وقوى مجتمعية ومجالس شورى الحزب في الولايات. وتحفظ على التعليق عن قبض القوات الأمنية عدداً من قيادات الحزب للتحقيق على ذمة قضايا فساد، وأضاف: (الفساد ليس في المؤتمر الوطني فقط).وكشف عن فصل أعضاء في مجلس الشورى دون أن يحدد سبب الفصل، غير أنه عاد وأكد أحقية المفصول في الطعن ضد الفصل في المؤتمر العام للحزب.
من جانبه، قال ، “محمد عثمان كبر”، :إن اختلاف الآراء المعترضة على ترشيح “البشير” ظاهرة صحية، وقال: (لو ما في آراء مختلفة يبقي حزب ما عنده معنى)، وأضاف: (انشقاق الأحزاب ظاهرة صحية)، مشيراً إلى أن حسم ترشيح “البشير” من باب درء الفتنة، وتابع: (الحكمة نحسم حتى لا تضاف إلى الفتن الحصلت). وشدد على أن المؤتمر سيمنح أهمية لمناقشة مكافحة الفساد والأزمة الاقتصادية ، وقال: إن المؤتمر أعد مصفوفة للذي تأخر تنفيذه من توصيات المؤتمر العام السابق، وترك أمر معاقبة من تسببوا في ذلك للمجلس.
وفي الرابع من الشهر الحالي أعلن مجلس شورى المؤتمر الوطني بالولاية الشمالية بالإجماع أمس الأول ترشيح المشير “عمر البشير” لدورة رئاسية ثالثة في الانتخابات المزمع إجراؤها في (2020)، وأعلن رئيس المجلس، إجماع مكونات الولاية الفئوية والشباب والطلاب والمرأة تأييدهم لترشيح المشير “عمر البشير” للمنافسة في انتخابات رئاسة الجمهورية .
دماء الشهداء
وقال “ياسر يوسف”، لدى مخاطبته أولى جلسات المؤتمر:إن قضية ترشيح البشير كانت ستخسف بالحزب ، وتمت بتوافق تام من أعضاء شورى الولاية الشمالية ، وأضاف: انتهى الجهاد الأصغر وأمامنا الجهاد الأكبر ، انتهت خطوة وأمامنا خطوات، والمشوار لا يزال طويلاً جداً ،وذهب “يوسف” إلى إن الصراع على كراسي السلطة يعتبر خيانةً للشهداء ، مشيراً إلى أن الشمالية قدمت الشهداء وساهمت في المنتوج الثقافي للبلاد، وقدمت عدداً من الرموز الوطنية مثل الإمام المهدي، لا ينبغي أن ترتد للقبلية ، وأوضح أن الولاية ستظل رمزاً لوحدة أهل السودان .
إلى ذلك، أوصى الملتقى التنظيمي الثالث لأمانة التعبئة السياسية بالمؤتمر الوطني خلال جلساته، (الثلاثاء)، بحضور أعضاء المكتب القيادي ورؤساء الحزب بالولايات ونوابهم ورؤساء المجالس التشريعية والقطاعات والأمانات، أوصى بترشيح رئيس الحزب، “عمر البشير”، لمنصب رئيس الجمهورية في انتخابات (2020).
وقال نائب الرئيس لشؤون الحزب، “فيصل حسن إبراهيم”، خلال مخاطبته ختام الملتقى، بحضور رئيس الحزب، المشير “البشير”، :إن الحزب تجاوز كل الخلافات السابقة في الولايات وتعافى، وأن رؤساء الحزب بالولايات يقفون على مسافة واحدة من الجميع.
وأضاف “الأجواء أصبحت مهيأة لمرحلة إعادة البناء استعداداً للمؤتمر العام للحزب”، مجدِّداً تأكيد حزبه للمضي قدماً في إكمال مسيرة الإصلاح، التي أطلقها منذ وقت مبكر. وقال “إبراهيم”: إن الاستقرار الذي تشهده البلاد هو مقدمة للتنمية، ولكن لابد أن نتخذ تحسين معاش الناس نقطة لالتقاء كل القضايا، داعياً لخلق المبادرات ووضع الخطط والسياسات لمعالجة القضية بصورة أساسية.
من جهته، أفاد رئيس قطاع الاتصال التنظيمي، “حامد ممتاز”، أن الملتقى يأتي في أعقاب تحولات سياسية كبيرة شهدتها المنطقة، وأن الحزب يدخل لمرحلة بناء جديدة على قيم يتجاوز فيها آثار الماضي لوضع واقع جديد. وأكد “ممتاز” أن المؤتمر الوطني يحمل في رصيده تجربة كبيرة وعزيمة أقوى في مجابهة التحديات الاقتصادية والسياسية، مؤكداً قدرة الوطني على تجاوز كل المشكلات. وكان مجلس شورى الوطني بولاية الجزيرة ، في أكتوبر الماضي أول من استهل ترشيح “البشير” للمنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة .ومن ثم توالت الترشيحات من شورى ولايات دارفور وشمال كردفان والنيل الأبيض وكسلا والبحر الأحمر .