(35) ألف عدد حجاج السودان هذا العام والدولة تتجه للخروج من أعمال الحج
"بكري حسن صالح" يودع الحجاج في احتفال نوعي وينقل تحايا رئيس الجمهورية لهم
وزير الإرشاد : الحجاج في أعناقنا
مدير الحج : يشيد بدور الشركاء
الخرطوم : رقية أبو شوك
(35) ألف حاج العدد الكلي لحجاج السودان هذا العام 1439هـ بزيادة (3) آلاف حاج من الحصة المقررة للسودان والبالغة (32) ألف حاج، في السابع والعشرين من يوليو الماضي غادر أول فوج من حجاج السودان بحراً، وبالأمس غادرت الأفواج الأولى من حجاج ولاية الخرطوم جواً.
صباح (الخميس)، الماضي شهد احتفال وداع الحجاج، بصالة الحج والعمرة بمطار الخرطوم الدولي، شرفه وخاطبه النائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس مجلس الوزراء القومي، الفريق أول ركن “بكري حسن صالح”،. على شرف وداع الأفواج الأولى المغادرة جواً من حجاج ولاية الخرطوم، الاحتفال تم بتنظيم من وزارة الإرشاد والأوقاف والإدارة العامة للحج والعمرة بالتعاون مع سلطة الطيران المدني والشركة القابضة لمطارات الخرطوم والمجلس الأعلى للدعوة والإرشاد ولاية الخرطوم.
الصالة ازدانت بالترتيب الجيد والحضور الأنيق من الوزراء ووزراء الدولة ووالي ولاية الخرطوم وشركاء الحج وسفير سفارة المملكة العربية السعودية بالخرطوم، والحجاج وأسرهم كما عطرت الصالة بالمدائح النبوية..
النائب الأول لرئيس الجمهورية، خاطب الاحتفال، حضر في تمام التاسعة والربع أي قبل موعد الاحتفال بربع ساعة، وأخذ موقعه متوسطاً ما بين وزير الداخلية ووالي ولاية الخرطوم، وحينها بدأ المادح (بالطائرة سودانية لنبينا قوماك بي) واختتم بـ(المصطفى مني ليك سلام) لتقشعر أبدان الحضور وعاشقي الأراضي المقدسة.. فالسودانيون معروفون بهذا العشق الجميل..
وفي ذات الوقت تسلم النائب الأول وثيقة عهد وميثاق من العاملين بالإدارة العامة للحج والعمرة تعهدوا خلالها أن يكونوا خداماً لضيوف الرحمن بما يحقق رغباتهم ويلبي طموحهم.
خروج الدولة من الحج:
(وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).
بهذه الآية الكريمة بدأ الاحتفال لتذكير الحضور بأن هذه اللحظات هي لحظات للحج،
الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” قدمه للمخاطبة وزير الإرشاد والأوقاف، حيا في مستهل حديثه الحضور، وقال (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)، وأضاف (سعداء هذا الصباح أن نكون شهوداً في وداع الحجاج).. فالوداع بالرغم من أنه قاسٍ عند عامة الناس، إلا أنه الآن له طعم خاص، ناقلاً وهو يخاطب الحجاج المغادرين تحايا رئيس الجمهورية، وقال (نحن أهل السودان عشقنا الحج في إشارة منه إلى مديح أولاد حاج “الماحي والبرعي”)، مؤكداً أن المديح يتناول هذه الأشواق، وأشار في حديثه إلى التطور الذي حدث في خدمات الحج، حيث التقديم الإلكتروني والمسار الإلكتروني والذي سهل الكثير للحجاج، وقال إن التقديم للحج كان بالصفوف وكانت ولاية الخرطوم تستقبل كل الراغبين للحج للتقديم، مؤكداً أن التقديم انداح الآن عبر التقديم الإلكتروني.
الفريق “بكري” قال إن من واجب الدولة تسهيل كل الإجراءات، مشيراً إلى اتجاه الدولة للخروج من خدمات الحج فيما عدا الأعمال السيادية، وفتح المنافسة لتجويد وتطوير الأداء، وشدد على أهمية إنشاء صندوق للموارد وذلك بهدف تقليل تكلفة الحج أسوة بتجربة ماليزيا، مشيداً بشركاء الحج وبالدور الكبير الذي ظلت تلعبه المملكة العربية السعودية من أجل راحة الحجاج.
وقال مخاطباً الحجاج (نسأل الله أن يتقبل حجكم وعوداً حميداً) وزاد: (لاتنسوا البلد من الدعاء مع الأمنيات لكم بالحج المبرور).
الحجاج في أعناقنا:
وزير الإرشاد والأوقاف “أبو بكر عثمان إبراهيم” جاء للاحتفال في معية المدير العام للإدارة العامة للحج والعمرة “علي شمس العلا” بالزي القومي مع الصديري أشار لدى مخاطبة الاحتفال أن موسم الحج موسم بركات وموسم الليالي العشر، وقال إن تشريف النائب الأول لرئيس الجمهورية، لهذا الاحتفال يؤكد اهتمام الدولة من أعلى مستوياتها بأمر الحج وأضاف (نشكر لكم متابعتكم الدقيقة وتذليلكم لكل الصعاب التي تعترض المسار، وذلك بعد موافاتكم هذا العام بالسعر التأشيري والبالغ (7.85) جنيهات والحساب عليه الأمر الذي أدى إلى تقليل تكلفة الحج بنسبة (30%)، مشيدا ببنك السودان المركزي وبنك الخرطوم وشركاء الحج وسعادة سفير خادم الحرمين الشريفين بالخرطوم وطاقم سفارته الذين سهروا الليالي حتى خرجت التأشيرات في زمن قياسي مطالباً الحجاج بالدعاء ثم الدعاء.
وأثنى مجدداً على تشريف النائب الأول لهذا الاحتفال وبداية يومه بوداع الحجاج قبيل جلسة مجلس الوزراء، مؤكداً له (أن الحجاج أمانة في أعناقنا ونحن خدام لهم).
اكتمال التأشيرات:
المدير العامة للإدارة العامة للحج والعمرة “علي شمس العلا” بدأ مخاطبته الاحتفال بـ(لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك .. لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك للك)، وقال (نقف اليوم لنجني ثمار العمل بمشاركة الشركاء)، مؤكدا اهتمام الدولة بأمر الحج مشيراً إلى أن الترتيبات للحج وجدت الاهتمام والرعاية من قبلكم ورئاسة النائب الأول لرئيس الجمهورية، إلى اجتماع المجلس الأعلى للحج رسم الطريق في التخطيط والأداء ومكن الولايات من اختيار حجاجها وأمراء أفواجها، وحتى المشاركة في وضع الميزانية وذلك استجابة للدستور، وأضاف (ترتيبات الحج تمت بالتعاون والتنسيق المحكم مع الولايات)، مشيراً أيضاً إلى تعاون وزارة الداخلية وبنك السودان وكل الشركاء وسفارة المملكة العربية السعودية، مؤكداً أن الحصيلة كانت مشرفة بالانتهاء من تأشيرات الدخول والخروج ووصول الأفواج الأولى من الحجاج بحراً إلى المدينة المنورة بكل سهولة ويسر، مشيرا إلى التواصل مع أعضاء البعثة بالمملكة الذين أخذوا أماكنهم الآن استعداداً لاستقبال الأفواج المغادرة جواً.
وقال إن التقديم الإلكتروني أحدث نقلة كبيرة في عمليات الحج، حيث انعكس على تسهيل إجراءات الحجاج )، مشيراً إلى خصخصة الحج والتي وصلت نسبة (28%) مقارنة بـ(19%)، وأشار إلى الترتيبات للخروج التدريجي للدولة من الحج، مؤكداً أن قطاع المؤسسات والذي تم تصفيته تم تحويل حصته للحج العام والخاص,
وقال: (نفكر الآن في الإدارة العامة للحج والعمرة في برامج طموحة وإنشاء صندوق مدخرات الحاج بهدف تقليل تكلفة الحج وتوسيع المواعين البحرية، حتى يصبح السفر البحري جاذباً، مشيداً بكل الوزارات والمؤسسات العلمية والدعوية وشركة التأمينات الإسلامية التي شاركت في أمر الحج.
وفي ختام حديثه قل مخاطباً الحجاج: (أهديكم قول الله سبحانه وتعالى: (ومَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) بيد أني أذكركم أيضاً بأن الحج جهاد والجهاد فيه مشقة وعليكم بالدعاء للسودان وأهله وعوداً حميداً.