اعتماداً على أفكار خاطئة وتهيؤات وخيال جبار يعيش المكتئب في عالم شديد السخط واللوم وتحميل النفس ما لا تحتمله.
يقول أهل الشأن النفسي إن البني آدم المصاب بالاكتئاب يظن أنه الوحيد في هذه الحياة المسؤول عن كل ما يحيط به من مصائب ومشاكل.. حيث يحمل نفسه كل الأشياء السيئة وتلك التي مش ولا بد.
ويصل به جلد الذات أن يضرب إحساسه ويعنف نفسه على أشياء بعيدة عنه كل البُعد وليس له أي علاقة بها.. لا من بعيد من أبعد.
عادي ممكن يكون ببكي وبنوح وبصيح لاعتقاده أنه السبب في انفصال “انجلينا جولي” وبراد بيت، و”ميرفت أمين” و”حسين فهمي” و”أسيل عمران” و”خالد الشاعر”.
شايل كل مشاكل العالم على كتفه وقلبه.
شايل مسؤولية ارتفاع أسعار كل الحاجات على راسو وقلبو.
الفقر.. والهم… الطين والذباب والبعوض والمواصلات وانهيار المدارس.
كل البؤس الذي في الشارع يوجع قلبه.
إذا دارت رحى المشاكل بين (محاسن وبخيتة) في سقط لقط واتكسرن كبابي العشرة تجده يقول (كلو مني) مع إنه ليس من أهل المنطقة ولا شافن ولا بعرفن.
ثم إنه قد يشعر بالذنب لو أن أحداث الحلقة الأخيرة من أحد المسلسلات جاءت مخيبة لآمال المشاهدين، وكأنه هو من ألهم المؤلف.
هذا مُصاب الاكتئاب، أما على الجانب الآخر ثمة من ليس له تصنيف إصابة أو مرض لكنه (جِبلة) لا يحس إلا بنفسه.
لو أنك مت من الألم أمامه (ما شغلتو).
لو قتلك بمشي عادي في جنازتك ويشجب ويدين ويستنكر.
بلهجة صديقتي الكويتية (ماكو إحساس).
السؤال الحلال : أيهما العيان؟! من المريض؟!
مريض الإكتئاب يبدأ بظلم ذاته باستمرار دون أن يشعر، والجبلة لا يشعر بالظلم الذي يحدثه في كل مكان.
أقول قولي هذا من باب الملاحظة.
ودايرة ليهم: إن شاء الله يجيكم إكتئاب
و…….
نسأل الله الكفارة
لدواعِ في بالي..