طرق المرور السريع بجنوب دارفور.. حصاد الأرواح
نيالا: عبد المنعم مادبو
أصبحت طرق المرور السريع الثلاث بولاية جنوب دارفور، والرابطة بين حاضرة الولاية نيالا ومدن رئيسية: الفاشر وكاس وعد الفرسان، تشكل تهديدا لأرواح المسافرين.
وطبقا لأحدث إحصائية نشرتها شرطة المرور، فإن الحوادث التي شهدتها تلك الطرق، في الفترة من يناير إلى يوليو الماضي، بلغ عددها (25) حادثا، راح ضحيتها أكثر من (49) شخصاً، ولحقت الإصابة نحو (100) شخص، تفاوتت بين أذى بسيط وأذى جسيم.
وللحد من تكرار وقوع الحوادث، وتقليل الخسائر المادية والبشرية على تلك الطرقات، شرعت الإدارة العامة لشرطة المرور في إنشاء إدارة للمرور السريع بالولاية في خطوة وجدت استحساناً لدى المواطن، والعاملين بشرطة المرور، وجاء إنشاء إدارة المرور السريع بناءً على دراسة أعدتها شرطة المرور الولائية، طالبت بإنشاء إدارة للمرور السريع بالولاية لوضع حد للحوادث التي تقع في الطرق المؤدية من وإلى مدينة نيالا،
وبدأت الإدارة العامة للمرور السريع بالسودان يوم (الأحد) الماضي، إجراءات إنشاء إدارة المرور السريع، بزيارة مدير الإدارة العامة للمرور السريع العميد “طارق علي سورج” للولاية والوقوف على الإجراءات الميدانية، وإلتقى “سورج” حكومة الولاية، وبحث مع الوالي بالإنابة وزير التخطيط العمراني “طه عبد الله حامد” إمكانية توفير قطع أراضي لإنشاء المرتكزات الخاصة بالمرور السريع بالطرق الثلاثة، في مناطق دُمة ومرشينج في طريق نيالا- الفاشر، وبلبل أبوجازو وكاس في طريق نيالا- كاس، أم زعيفة/ عد الفرسان بطريق نيالا- عد الفرسان، كما بحث إمكانية تفعيل مجلس السلامة المرورية بالولاية لأهميته في توفير الدعم اللازم لشرطة المرور، وقال مدير إدارة المرور السريع إن الحوادث التي وقعت بطرق المرور السريع بالولاية باتت تشكل هاجساً لإدارته، وقال “طارق” في مؤتمر صحفي بنيالا يوم (الإثنين) الماضي، إن إنشاء إدارة للمرور السريع بجنوب دارفور جاء إنفاذاً للإستراتيجية القومية لمجلس السلامة المرورية الخاصة بإنشاء إدارات بطرق المرور السريع بالولايات، للحد من الحوادث التي باتت تشكل مهدداً لأرواح مستخدمي هذه الطرق، وعزا ازدياد حوادث المرور إلى عدم وجود رقابة مرورية متخصصة على الطرق السريعة، وتابع، للأسف بعد أن استقرت الأوضاع بدارفور وانحسرت أحداث القتل عادت مرة أخرى عبر بوابة الحوادث المرورية.
وأبان “طارق سورج” أن إنشاء إدارة المرور السريع بطرق نيالا- الفاشر، نيالا- كاس، نيالا- عد الفرسان، يتم بتعيين قوة من شرطة المرور موزعة على ثلاثة ارتكازات مزودة بعدد (9) دوريات قوامها (104) شرطي بواقع (3) دوريات لكل طريق و(3) سيارات إسعاف بواقع سيارة لكل طريق، وعدد (3) وحدات رادار، بواقع وحدة لكل طريق، فضلاً عن إنشاء غرفة مكتملة للتتبع الآلي في الموانئ البرية بالولاية، مبيناً أن أهمية هذه الغرفة متابعة وفحص السيارات ومستوى الحمولة لدى كل سيارة، وتابع، إن السيارات المتهالكة التي تعمل في الطرق السريعة أصبحت تشكل مصدر قلق، لذلك سيتم منعها بواسطة غرفة التتبع، مؤكداً تكملة هياكل الإدارة ونشر قواتها بالطرق السريعة، قبل قيام الدورة المدرسية القومية في نوفمبر المقبل، وأفاد أن قوات المرور السريع ستشارك في تفويج البعثات المدرسية المشاركة في الدورة، وقال إن هذه الإدارة سيتم إنشاؤها في كل الطرق الرابطة بين ولايات دارفور الخمس خاصة بعد التحسن الأمني بدارفور.
وكشفت إحصائيات شرطة المرور بجنوب دارفور للفترة يناير وحتى يوليو عن تسجيل (8) بلاغات حوادث بطريق نيالا – كاس أودت بحياة (25) شخصاً وإصابة (20) بأذى جسيم، و(20) أذى بسيط، إضافة إلى تسجيل (10) بلاغات حوادث بطريق (نيالا- عد الفرسان) توفي فيها (14) شخصاً وأصيب (27) بأذى جسيم و(23) أذى بسيط، بينما سجل طريق (نيالا- الفاشر) (7) بلاغات حوادث ادت إلى مقتل (10) أشخاص، وإصابة (5) بأذى جسيم و(15) أذى بسيط.
وقلل مدير شرطة المرور بالولاية العقيد “مزمل منوفلي” من أثر الحوادث التي شهدتها الطرق الداخلية بنيالا خلال الأيام الماضية، قال إنها ليست مزعجة مقارنة بالكثافة السكانية وزيادة عدد السيارات، مبيناً أن إدارته رخصت أكثر من (5) آلاف سيارة جديدة بنيالا ،خلال اقل من (5) شهور، وأشار “منوفلي” إلى استلام إدارته (21) شهادة بحث لأراضي من حكومة الولاية لتخصيصها كمرتكزات للمرور السريع، وقال إن الخطوة ستحد من إزهاق الأرواح بسبب الحوادث المرورية في الطرق السريعة، منوهاً إلى استلامهم عدد (15) موقعاً سيتم تخصيصها مرتكزات للمرور السريع.
فيما قال نائب مدير شرطة الولاية العميد “أمير” إن إنشاء إدارة للمرور السريع ستستفيد منها الولاية في تعزيز الجانب الأمني بفضل انتشار رجال المرور في الطرق السريعة ومراقبة كثير من المواقع التي لا تتواجد فيها الشرطة، مشيراً إلى أهمية هذه الإدارة في ظل الاستقرار الأمني الذي تعيشه الولاية، والذي أصبحت بفضله، حركة السيارات كبيرة بين مدن الولاية المختلفة.