{ من المؤسف حقاً أن تصبح القيم الأصيلة عُملة نادرة التداول بين السودانيين، بعد أن كان السوداني وحتى وقت قريب (ذي الجنيه الدهب) مضرب مثل في العفة والنزاهة والصدق والأمانة والشهامة والمروءة.
{ ومن الملاحظ في هذا الزمان استشراء الفساد بكل ألوانه وأنواعه القبيحة، ويا ليت الأمر يقف عند فساد (القطط السمان)، الخطورة الآن في الثعالب الخفية التي تقف وراء تفشي الفساد الأخلاقي في كل مكان، ووصلت بخبثها ومكرها ومنكرها حتى إلى القرى والبوادي، وإذا بحثت وأولى الثغرات التي استغلها مجموعة الثعالب حتى تمكنوا من إفساد الشباب، غياب الوازع الديني وغياب القدوة الحسنة، في البيت وفي الشارع وفي المدرسة وفي الجامعة وفي مواقع العمل.
{ من الأشياء الكارثية التي تؤكد غياب الوازع الديني وغياب القدوة الحسنة، تفشي عقوق الوالدين بين غالبية الشباب، وعدم توقيرهم الكبير، وانتشار سلوكيات صادمة مثل التمادي في التعامل بقلة أدب واضحة وفاضحة مع كبار السن، وتعامل الطلاب بعدم احترام مع المعلمين والأساتذة، وهي ظاهرة انتقلت من سنتر الجامعة إلى داخل حيشان مدارس الأساس.
{ من الأشياء التي تغفل أو تتغافل عنها جميع الجهات المعنية بالدولة، وكأن الأمر لا يعنيهم، انتقال الأمراض المجتمعية التي ظلت تعاني منها الدول الغربية، أبرزها تفكك الأسرة وانحراف أفرادها الواحد تلو الآخر، وانغلاق كل شخص من أفراد الأسرة بحياته الخاصة والابتعاد تدريجياً من حضن الأسرة والارتماء بالكامل داخل مستنقعات الشلليات الفاسدة وأصدقاء السوء، وتصدع الأسرة أدى إلى انفلات أخلاقي أصاب المجتمع كله.
{ وضوح أخير:
{ إذا عدنا بالوراء حيث شاشة مجتمعات زمان وإعادة شريط واقع الزمن الجميل، حيث تكرار المشاهد النبيلة في ذلك الزمان على مدار الساعة مشاهد أبطالها شباب جدعان داخل وخارج البيت كانوا يتسابقون على فعل الخيرات ومساعدة أصحاب الاحتياجات الخاصة، والآن في زمن الفساد والإفساد افتقدنا كل ذلك وحتى مشهد تنازل الشباب عن مقاعدهم في المواصلات وإخلائها لإجلاس كبار السن من الرجال والنساء من كل الأعمار حتى الفتيات.
{ حقاً نحن بحاجة للعودة لتعاليم ديننا الحنيف والاقتداء بهدى رسولنا الكريم الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق.