كروت الجازولين .. فشل جديد !
ليست لدي أية قناعة بأن هناك تخزيناً للمواد البترولية بكميات تجارية أدت للأزمة المستمرة منذ أشهر في سلعة الجازولين.
يجب أن تعترف الحكومة ممثلةً في وزارة المالية ووزارة النفط أن هناك مشكلة متعلقة بتوفير النقد الأجنبي الكافي لاستيراد الجازولين ، وهذا هو سبب الأزمة وليس التخزين والمتاجرة في المحروقات، و قد أقر السيد رئيس الوزراء بذلك أمام البرلمان .
و لهذا فإن قرار ولاية الخرطوم منع الجازولين عن البصات والحافلات وجميع المركبات العامة والخاصة (ملاكي) ، إلا بواسطة كرت يصدر عن إدارة النقل والبترول بالولاية ، وعدم توفير الكروت على مدار الـ(24) ساعة ، وتنظيم ورديات من العاملين في هذا الإجراء البيروقراطي العقيم ، لينتظر أصحاب الحافلات بالساعات الطويلة طلباً لـ(كرت الوالي) المقرر بتوجيه من رئيس مجلس الوزراء القومي ، لهو فشل جديد يُضاف إلى قائمة إخفاقات حكومة ولاية الخرطوم، مضافاً إلى قائمة أطول لإخفاقات وفشل الحكومة الاتحادية ، ودونكم ما يحدث في وزارة المالية وبنك السودان المركزي ، ودونكم ما يجري في شح السيولة بالجنيه السوداني منذ أشهر مقابل ارتفاع مضطرد في أسعار النقد الأجنبي !!
ودونكم ما تعلمون من تصاعد فاق حد التصور في أسعار جميع السلع الغذائية المنتجة محلياً من ألبان وأجبان ولحوم بيضاء وحمراء وخضروات مع انعدام تام للكثير من الفواكه !!
ورغم كل هذه الإجراءات التي لم تجدِ نفعاً ، استمر الدولار في التصاعد ( يعني بقت على الناس جوعة و ارتفاع دولار) !!
فلو أن إجراءات تجفيف السيولة ومنع استيراد الخضر والفواكه كان لها الأثر الملموس في تراجع سعر الدولار مقابل الجنيه ، لصبر الناس على غياب بعض المواد الغذائية ، لكن أن يصوموا عن الغذاء بينما يظل الدولار في حالة تصاعد ، فهذا غير مقبول وغير معقول.
2
يجب أن ترتفع الجهة المسؤولة في ولاية الخرطوم عن استخراج كروت الجازولين، إلى مستوى المسؤولية، وأن يكون الإجراء متاحاً وسهلاً طوال ساعات اليوم من شروق الشمس إلى منتصف الليل ، ما دمتم قد قررتم هذه (الردة)، وفرضتم على المواطنين تطبيقها فوراً بحكم القوي على الضعيف.
وأرجو أن تتعلموا من التجربة الفريدة المطبقة في نوافذ توثيق الشهادات بوزارة الخارجية، وتعتبر النموذج الأرقى على الإطلاق في الخدمة المدنية بحكومة السودان في ما يتعلق بسهولة الإجراءات ومكافحة البيروقراطية المعوقة.
وأرجو أن يتعلم القائمون على نوافذ خدمات ولاية الخرطوم في كل المحليات من تجربة مجمعات الشرطة في تسريع إجراءات استخراج البطاقة والجوازات ، ورخص المرور ، فالتحية لوزارة الخارجية ممثلة في مدير إدارة التوثيق السفير ” أسامة عبدالباري ” ، الذي لا أعرفه ولم ألتقه يوماً ، والتحية لرئاسة الشرطة على إنجازها مجمعات الخدمات الراقية والمميزة .
وصح النوم يا ناس الكروت.