الأمين العام لتحالف قوى المستقبل د. “فرح العقار” في حوار الساعة
رعاية الرئيس "البشير" لسلام دولة جنوب السودان له انعكاس إيجابي في الإقليم
السلام الداخلي لن يكتمل إلا في ظل فترة انتقالية
الانتخابات ليست أولوية.. الأولوية للسلام والوفاق الوطني
الحوار الوطني تنقصه المشاركة والإرادة السياسية
حوار – هبة محمود سعيد
الجدل حول مشروع قانون الانتخابات المزمع إجراؤها في 2020 محتدم.. القوى السياسية المعارضة طرحت تشكيل حكومة انتقالية لتجاوز معضلة الانتخابات.. الأمين العام لتحالف قوى المستقبل “فرح العقار” قال إن السلام ووقف الحرب أولوية مقدمة في أجندة قوى المعارضة لتهيئة المناخ للانتخابات، وإن القوى السياسية عليها أن تتحدث عن عملية سلمية تنتهى بفترة انتقالية تتم خلالها مناقشة مستقبل الحكم في البلاد.. وأفاد “العقار” (المجهر) بتفاصيل لقاء قوى المستقبل مع رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى “ثامبو أمبيكي” في حوار عاجل أوضح موقف قوى المستقبل من القضايا المطروحة في الساحة.
{ ماذا دار في اللقاء الذي جمعكم و”ثامبو أمبيكي”؟
_ تحدثنا عن خيار بديل لقانون الانتخابات المطروح للنقاش في الوقت الراهن، وتحدثنا عن خيار بديل لقيام الانتخابات المزمع إجراؤها في 2020 مستصحبين الظروف الراهنة.
{ المناخ السياسي غير مواتٍ للعملية السياسية إذن؟
_ (أول حاجة قانون الانتخابات عايز مناخ وكذا العملية الانتخابية)، الآن هناك سبع أو ثماني ولايات تعيش حالة حرب وولايات محكومة بقانون الطوارئ، معظم المناطق التي لا تعاني من الحرب، ومن ضمنها الخرطوم تعاني من غياب الحريات العامة، وهذه الإشكالات ناتجة عن وجود جناحين من الأحزاب السياسية السودانية الكبيرة والصغيرة منها مع الحركات الحاملة للسلاح، وهذا يجعل الحكومة تفرض قيوداً على الحريات وتكون في حالة من الحذر (إنت لما تعمل قانون الانتخابات تكون بحاجة للحريات عشان الأحزاب تجتمع وتعمل لقاءاتها، طالما هناك قيود على الحريات بالتأكيد لن تستطيع الأحزاب أن تعمل).
{ ما هي تفاصيل البدائل التي تم طرحها؟
_ كي ننتقل لوضع طبيعي ونناقش قانون الانتخابات لن يكون ذلك إلا بالسلام.. ومحاولة تعديله للوصول اتفاق سلام يعالج هذه المسألة، (وعشان الناس يصلوا لما هو متفق عليه لابد أن تكون هناك فترة انتقالية لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه).. وطبعاً الفترة الانتقالية لتنفيذ الاتفاق عليه تكون مسؤولة عنه الحكومة وتلتزم بتنفيذه، وهذا بدوره يخرجنا من الحديث عن الصراع حول الانتخابات.
{ لماذا لجأتم للاتحاد الأفريقي والحوار الوطني حوار (سوداني –سوداني)؟
_ الاتحاد الأفريقي لعب دوراً كبيراً في مسألة الحوار الوطني، وما تم من الحوار الوطني منقوص من حيث المشاركة ومن حيث الإرادة السياسية القومية. الاتحاد الأفريقي وسيط بين أطراف النزاع، وشريك في عملية الحوار الوطني بالقرار (2046)، وبالتالي الناس يلجأون إليه ليقودهم لوضع أفضل. في جلوسنا مع الاتحاد الأفريقي شكرناهم على الجهود المبذولة منه عبر منظمة (إيقاد) والثقة التي منحت للسودان في إدارة الوساطة والثقة التي منحت للرئيس في أن يكون راعياً للعملية السلمية في جنوب السودان (دي برضها عندها انعكاسات على المناخ الإقليمي).. وقطعاً السلام الداخلي ليس بمعزل عن سلام الإقليم وسلام الجوار.. الآن الجوار السوداني في حالة وفاق عالية جداً، العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا عادت لطبيعتها، والعلاقة المصرية الإثيوبية حسنة، حتى الإقليم العربي يمضي في اتجاه العملية السلمية وفي استقرار ووفاق، لذا لا نريد أن يكون السودان استثناء عن الإقليمين العربي والأفريقي، (يجب زي ما نجحنا في أن يكون لدينا الشرف في المساهمة في السلام في جنوب السودان يجب أن يكون هناك توافق بيننا).
{ ما هي توقعاتكم عقب الأطروحات التي دفعتم بها؟
_ الاتحاد الأفريقي له دور كبير في السلام الذي تم في جنوب السودان، وهو بارقة أمل أن يعم السلام في السودان، والاتحاد الآن أكثر حماساً واستعداداً وتشجيعاً لأطراف النزاع السودانية في أن يلتقوا ويحققوا السلام.. (المناخ العام في المنطقة الأفريقية هو السلام).
{ ما هي الوعود التي قدمها الاتحاد الأفريقي للقوى السياسية؟
_ رئيس المكتب التنفيذي للاتحاد سيأتي وبعدها تلتئم اجتماعات.. (ودي مساحة للقوى السياسية السودانية أن تجتمع على وجهة نظر العملية السلمية السياسية).
{ هل ستجلس الوساطة مع كل الأحزاب؟
_ (الوساطة لما تجي بتجي للعملية السلمية، الأحزاب ستتحدث عن السلام والسلام لن يتم إلا في وجود فترة انتقالية).. الآن نتحدث عن قانون انتخابات، لكن يجب أن نتحدث عن عملية سلمية تنتهي بفترة انتقالية، وفي الفترة الانتقالية تتم مناقشة الوضع المستقبلي للسودان وأيضاً ما بعد المرحلة الانتقالية.. (قانون الانتخابات دا أصلاً طرحناه استناداً إلى أن السلام هو الأولوية وهو الذي يخلق مناحاً للانتخابات ويجب التراضي حوله، لذلك عملناه واستبقناه بضرورة الوصول إلى سلام شامل ودائم في السودان).. يجب أن ينشأ سلام وطني أولاً ومن ثم نتحدث عن انتخابات.. وكما ذكرت لك سابقاً هناك حرب مشتعلة وقانون طوارئ في سبع ولايات، (والتحالفات القائمة، نداء السودان وغيره مع حركات حاملة للسلاح، منو اللي ح يدي مساحة للعمل في الخرطوم هنا). الانتخابات ليست أولوية.. الأولوية هي العملية السلمية بالوفاق الوطني والذي يعدّ تكملة للجزء الناقص من الحوار الوطني والعملية السلمية تعني الدخول في سلام مع الحركات التي تحمل السلاح.
{ برأيك.. هل ستقبل الحكومة بفترة انتقالية؟ بينما كل الجهود المبذولة الآن من قبل الحكومة تؤكد على قيام الانتخابات في موعدها 2020؟
_ الحكومة تتحدث عن انتخابات 2020 لأن شرعيتها مرتبطة بفترة زمنية محددة، لا تستطيع أن ترفض الانتخابات لأنها لو رفضتها ستفقد شرعيتها.
{ ما هو الحل؟
_ (المسألة دي عشان تتعالج لا مناص أن يجلس الناس لاتفاق سلام وهذا يمنح الحكومة شرعيتها، والقوى السياسية اتفقت على سلام ووفاق وطني قبل 2020.. وستقام الانتخابات في موعدها المحدد).
{ هل لدى الحكومة الرغبة في القبول بالفترة الانتقالية؟
_ أية عملية سلمية لابد أن تتم بفترة انتقالية (سلام جنوب السودان هو فترة انتقالية عشان الحاجة التي تم الالتزام بها والتوقيع عليها يتم تنفذيها).
{ هل الفترة الزمنية من الآن إلى ما قبل الانتخابات كافية لإبرام اتفاق سلام؟
_ العملية السلمية دي لو في إرادة سياسية في شهرين ثلاثة شهور بتنتهي.
{ من واقع ما تراه.. هل هناك إرادة سياسية حقيقية؟
_ هناك إرادة السياسة نحو السلام.. الآن الحكومة هي التي تقود سلام جنوب السودان ووجدت إشادة ووضعاً غير ساهل، وكون السودان وسيطاً والرئيس هو الضامن لهذا الاتفاق فهذا يؤكد أن السودان بلد سلام.
{ المشهد السياسي يقول إن الحكومة تنفذ سياساتها؟
_ الطرح الذي طرحته الحكومة فيما يتعلق بمشروع قانون الانتخابات هو مجرد طرح ويمكن للأحزاب السياسية أن تقبله ويمكن أن ترفضه ويمكن أن تعدل فيه.
{ هل لدى الحكومة الرغبة في الوقوف على الملاحظات التي أبديت حول القانون؟
_ أعتقد أن الحكومة لديها الرغبة لأن لديها بالمقابل مصلحة في السلام.. الحكومة تنفق على الحرب مبالغ ضخمة جداً بالإضافة إلى أن الحرب توتر علاقة الحكومة مع المجتمع الدولي.. الحكومة قالت وجهة نظرها والقوى السياسية من حقها أن تقول رأيها. ومن حق الحكومة أن لا تقبل وأن تسقط المقترحات التي تطرح لها، الآن هناك مقترح بديل طرح للنقاش وقد يتفق الناس عليه أو يختلفوا، وفي هذا الاختلاف كل شخص لديه رؤية في القانون، حال الحكومة توصلت لاتفاق مع القوى السياسية واكتمل الحوار الوطني فسيتغير القانون.
{ تحزب القوى السياسية كل لموقفه من شأنه أن يؤدي لفض الشراكة بين أحزاب الحوار والحزب الحاكم؟
_ ما زلت أقول إن العملية السلمية لو تمت ستعالج القضايا الخلافية وبالمقابل لو أنها لم تتم فكل الخيارات متوقعة وكل الخيارات مفتوحة، وممكن يكون حجر عثرة.
{ هل أنت متفائل؟
_ أنا متفائل بالمناخ الإقليمي والدولي وبالمناخ الوطني (ودا كلو ما بتم إلا بالعملية السلمية وأي كلام غير كدا ما في فائدة منه والوضع سيمضي من سيئ لأسوأ).