أخبار

بارقة أمل!!

دوماً في عتمة الليل ثمة بارقة أمل.. وفي لجة الإخفاقات هناك إنجازات.. ومع الفشل يوجد نجاح وفي ظل الإحباط يشع الأمل في النفوس!!
إذا كانت بلادنا قد تعرضت منذ بداية العام الجاري لأزمة اقتصادية خانقة فهي ليست استثناءً وحيداً في العالم.. دول عديدة تعرضت لأزمات اقتصادية أشد وقعاً وأبلغ تأثيراً ، ومنها دول لا مقارنة بينها والسودان من حيث الموارد والإمكانيات.. والاستقرار.. فقد ضربت الأزمة الاقتصادية من قبل دولة مثل إيطاليا وتداعت كل أوروبا لإنقاذها مع شبح الإفلاس، وانهالت عليها القروض والمساعدات.. وحتى كرة القدم الإيطالية تأثرت بتلك الأزمة، وفقد الدوري الإيطالي الشهير (بالكالشيو) موقعه بين الدوريات الأوروبية.. وهاجرت المواهب من بلاد الطليان إلى حيث المال.. ومنذ ثلاثة أعوام ضرب الإفلاس الاقتصادي دولة اليونان وعاش (الإغريق) ظروفاً صعبةً رغم نجاحهم في التجارة وبراعتهم في الصناعة، ودفعت أوروبا (300) مليار دولار من أجل إنقاذ الاقتصاد اليوناني من الغرق.. حتى أفلحت أوروبا في ذلك.. أما السودان الذي فقد الدعم القطري ولم يجد سنداً من الخليج.. فإنه حتى الآن قادر على احتواء أثار الأزمة الاقتصادية، وهي أزمة لها أسبابها الموضوعية من حرب استنزفت قدرات البلاد، وانفصال حرم السودان من موارد نفط دفع من أجله دم قلبه.. وتبديد للأموال في مشروعات مردودها الاقتصادي ضعيف جداً من سد مروي وحتى مصنع سكر النيل الأبيض.. وفي هذا المناخ (القائم) ثمة نسائم في ليالي الصيف.. وشموع في الظلام وإشراقات هنا.. وهناك.. اقتصادياً وزراعياً نجحت شركة زادنا التي تتبع للقوات المسلحة في توفير الشتول من خلال المشروع القومي للبستنة.. وزرعت الأرض في الشمالية ونهر النيل وشقت الطرق في كردفان.. وفي صمت وبعيداً عن الأضواء.. وأبواق الإعلام يعمل “أحمد الشايقي”.. وفي وزارة الطرق والجسور يثبت المهندس “مكاوي محمد عوض” في كل يوم أهليته وجدارته بالموقع المرموق.. في ظروف السودان الحالية.. وتوقف معظم مشروعات التنمية في البلاد لضرورات شح المال ونضوب الموارد.. وضعف المعونات الخارجية في كل يوم تحقق الطرق نجاحات في صيانة الطرق القومية وتأهيلها بالموارد الضعيفة من رسوم العبور التي لا يدفعها إلا المواطنون المغلوبون على أمرهم، فالدستوريون من الوزراء ووزراء الدولة وجيوش البرلمانيين وأعضاء المجالس التشريعية ومنسوبي القوات النظامية، وحتى رسوم العبور ضعيفة جداً نحو عشرين جنيهاً للسيارة العابرة من الخرطوم حتى سنار.. رغم ذلك في كل أسبوعين توقع هيئة الطرق والجسور على اتفاقيات مع الشركات الوطنية لتشييد طرق ذات مردود سياسي واقتصادي وأمني مثل الطريق الدائري.. وطريق جبل مرة الاقتصادي.. وطرق دار زغاوة في أقاصي الصحراء الشمالية الغربية.. ويحصل المهندس “مكاوي” على المال من وزارة المالية لقناعة الأخيرة بأن المال الذي يذهب للطرق لا يهدر في غير مكانه.. لذلك اقترب طريق الصادرات من الوصول لأم درمان قادماً من بارا ودبرة الشيخ ، ولولا شح الوقود لأكتمل الطريق.. يستحق المهندس “مكاوي” التكريم والتحفيز ويستحق ساعده الفني المهندس “جعفر حسن” نجمة الإنجاز من رئاسة الدولة التي ينبغي لها تحفيز أصحاب العطاء.. ومحاسبة المخفقين في أداء مهامهم بشرط العلنية حتى تنهض بلادنا من كبوتها الحالية.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية