بكل الوضوح

“مكارم بشير” تمضي للأمام بذات الطريق والطريقة

عامر باشاب

{ سبق أن كتبت بكل الوضوح وتحت عنوان: (مكارم بشير حالة إبداعية مكتملة الأركان) وذكرت بأن هذه المطربة وفي سبيل الوصول إلى أهدافها لم تختر الطرق السهلة والممهدة بل ثابرت واجتهدت للوقوف بثقة لافتة على مسرح الغناء السوداني، وبصبرها على المعاناة والعقبات في البدايات التي واجهتها وإصرارها على تخطيها بالانتقال في صمت من نجاح إلى آخر.
ولم تسمح لليأس أن يسيطر عليها ولم تترك ثغرة لأعداء النجاح لكي يفرملوا خطواتها الواثقة نحو هدفها، فصمدت في كبرياء أمام هوجة الرياح المدمرة.
وتشبثت بطموحها إلى أن اعتلت خشبة مسرح النجومية وتقدمت الصفوف وتجاوزت من سبقوها على المسرح بكل الطرق الملتوية وتركتهم خلفها على بُعد مساحات شاسعة لتقف لوحدها على درجة عالية يصعب الوصول إليها حالياً.
{ وكما ذكرت من قبل أن ما يميز “مكارم بشير” كمطربة بجانب تمتعها بخامة صوتية نادرة وطريقتها العجيبة في الأداء التطريبي أنها بذكائها نجحت في ترجمة النصوص الغنائية وتوصيلها من الأعماق إلى الأعماق بكل أثرها وتأثيرها، بالإضافة إلى قدرتها على التعبير عن معنى كل مفردة من فردات الأغاني التي تؤديها من (أغنيات الكبار)، وتفوقت حتى على نفسها على توصيل شحنة عالية من التيار الطربي يخترق الآذان ليستقر داخل الوجدان.
{ كما توقعت من قبل بأن صوتها وأسلوبها المتفرد في الأداء جعلا منها في فترة وجيزة من أهم نجوم الطرب في الساحة الإبداعية.
{ والمتابع لمسيرة “مكارم بشير” وقفزاتها المتسارعة على مسرح الغناء يتأكد بأنها لم تعد مطربة عادية تحبس نفسها في دائرة البحث عن المزيد من الأضواء والثراء، بل وكما أكد لي الملحن القدير والداعم الأول لتجربتها في كل مراحلها الأستاذ “أحمد المك” بأن “مكارم بشير” تجاوز هذه الدوائر التقليدية الحارقة للنجومية، وبدأت بجدية في تطوير تجربتها لتجاوز المناطق العادية، خاصة بأن أصبحت نجمة صف أول في السودان، وصار لها اسمها وجمهورها العريض الذي أعطاها الثقة الكاملة في نفسها للسير على طريق الكبار، لتقديم أعمال غنائية خاصة بها على مستوى الروائع الغنائية لجيل العمالقة ورواد الأغنية السودانية من خلال تعاونها الفني من شعراء وملحنين كبار.
{ وضوح أخير:
{ هذه المرحلة من النضوج الفني الذي وصلت إليه “مكارم بشير” يؤكد توقعاتي في أنها غيرت مفهوم الوصول إلى النجومية الحقيقية يأتي بالجدية في السير على أثر الكبار بتقديم أغنيات كبيرة لا بمسايرة الموضة والإدعاء بالنزول إلى رغبة الشباب وتقديم ما يروق لهم من غناء ساقط يسقط بهم في حفرة التدني والتردي كما يفعل الآن نجوم الهبوط الذين يتغنون للبندول البصدع والحرجل الببرجل والمنقة بالشطة العيون البتعمل الجلطة والرجلة بالجرجير .!!
{ كل هذا يؤكد بأن “مكارم” كعادتها تختار الطريق الصحيح لتسمو عبره بذوق الكثير من الشباب أخذتهم من قبل بصوتها وبطريقة أدائها للأعمال الكبيرة لكبار المطربين وأجبرتهم على سماعها فإنها الآن تمضي بذات الطريق والطريقة لتأخذ جيل اليوم وجيل الأمس لأعمالها الخاصة الكبيرة.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية