حركة مدهشة يلحظها الجالس أو العابر على شارع (15) بضاحية العمارات بالخرطوم.. مجموعة من الفتيات بعضهن أجنبيات يلبسن المحزق الشديد الضيق والكاشف الكثير العري يقفن على حواف الشارع وممراته يرقبن بعيون منتبهة زائغة على محجريها المغطى بالسواد السيارات الفارهة التي ما تلبث إحداها بالمرور الهادئ والوقوف الساكن ثم التحرك الجرئ وقد رفعت الأقدام وتبسمت للمشهد شفاه بعض المارة بمثل ما ضربت أيادي آخرين ببعضها البعض أسفاً وتعجباً .. !! .. المثير أن هذا المشهد يتكرر مع مداخل هذا الشارع الذي تحوطه العمارات الشاهقة عن يساره ويمينه ومن مداخله هذه تخرج ذات العيون الزائغة والأجساد العارية المجسمة وكأنها قد أدت واجباً فتعود لتبحث من جديد عن غيره بلهفة وجرأة وقبح تتلوى له (مصارين) الراكبين والراجلين من الناس.. ما الذي يحدث في هذا الشارع؟
لا ندعو لمصادرة حُرية الناس ولا ندعو للتزمت ورفع سوط السلطة لقمع الناس والحد من حرياتهم كما لا ندعو لمحاربة حركة الأجانب ومراقبتها بما يفسد عليهم حياتهم في بلد قصدوه لعمل شريف أو حياة كريمة، ولكن فقط ندعو لشيء من الانتباه لما يدفعنا أكثر لعمق الانحطاط والتفسق والدمار الأخلاقي فمهما حدث لنا فنحن لازلنا سودانيين يثيرنا ويغضبنا ما يخدش حياءنا ويمس أخلاقنا وقيمنا وَيَا معتمد الخرطوم.. هذا الشارع يقع فقط على بُعد شارعين من مقر عملك فأنتبه حتى لا يأتي بك الله يوماً مسؤولاً عن ما وقع وما يقع في شارع (15) بالعمارات ..