تبعيض القضارف!!
{ المهندس “حامد صديق” رئيس قطاع الاتصال التنظيمي بالمؤتمر الوطني، بثّ تطمينات بقيام الانتخابات لاختيار والي القضارف في الموعد الذي تحدده مفوضية الانتخابات، و(سكت) المهندس “صديق” ولم يشر إلى متى (تقوم) انتخابات أخرى لاختيار ولاة في ولايات ثلاث بغرب السودان، تنتظر الاستحقاق الانتخابي لاختيار ولاة مِن مَن يرتضيهم الناس، وولاية أخرى (تجاور) القضارف هي النيل الأزرق التي تمت إقالة واليها بعد تمرده على السلطة، وقد أضحت ثياب السلطة التنفيذية في السودان مثل جلباب الدرويش.. ولايات يحكمها ولاة اختارتهم القواعد بمحض الإرادة الحرة، وولايات أخرى تحت الوصاية المركزية (يفرضون) عليها ولاة من المركز بعد أن ذبحت الحكومة بسكينها الانتخابات التنفيذية في بعض الولايات.
{ السيد “حامد صديق” وصف الانتخابات بأنها (إجراء دستوري، وحق ديمقراطي للمواطنين لاختيار ما يرونه مناسباً لا أن يفرض عليهم).. مثل هذا الحديث الجميل المسؤول من رجل التنظيم الأول في حزب المؤتمر الوطني الحاكم هو ما يطمئن الناس لمستقبل قادم واعد بالخير، لكنه حديث في الهواء (الطلق)، لم ( يتدبر) المهندس “صديق” مغزى الحديث ومفارقته للواقع، فالحرص على انتخابات اختيار والي القضارف وحده دون بقية الاستحقاقات يفتح باباً للسؤال: هل التبعيض مقصود في ذاته؟ وهل تملك مفوضية الانتخابات الإرادة لقيام الانتخابات في شرق دارفور والنيل الأزرق أم تنتظر أن يشار إليها من قبل الجهاز التنفيذي الذي (عينها) ويصرف عليها من خزينته؟.. وقد (أفتى) قضاة وعلماء مفوضية الانتخابات بحق السلطة في تعيين ولاة في دارفور بعد تقسيم ولايات يقف على قيادتها ولاة منتخبون، ومنحت مفوضية الانتخابات والياً حق تعيين واختيار رئيس مجلس تشريعي، لتبدو العملية الديمقراطية والانتخابية في السودان كمسرحية عبثية ولعب على (دقون) الإسلاميين قبل (دقون) الأنصار والختمية!!
{ والقضارف التي يحرص المهندس “حامد صديق” على اختيار والٍ من شعبها ليكون حاكماً بأمر إرادة جماهيرها، قد (أجبر) واليها السابق “كرم الله عباس الشيخ” على تقديم استقالته بعد أن جنح الوالي بمحض اختياره لمعارضة المركز ومناهضة مؤسساته السياسية والأمنية والعسكرية، ونجح “كرم الله عباس الشيخ” في (استدراج) المركز لاتخاذ مواقف ضده، حملته في نهاية المطاف لتقديم استقالته والهروب من سفينة الحكم والسلطة، ولكن في دارفور (أُجبر) ولاة آخرون على مغادرة مواقعهم ليأتي المركز بمن يحب ويعشق، ولم يتحقق سلام على أرض الواقع، ولا ديمقراطيتنا كتب لها الاستمرار.. وعجيب أمر المهندس “حامد صديق”، يجمّل الواقع رغم بشاعته ويحرص بشدة على انتخابات القضارف ولا تطرف له (عين)، والنيل الأزرق تتوجع، ونيالا (تئن) من وطأة التعيين، والضعين تمد بصرها لوالٍ من أهلها لا والياً عليها، وزالنجي تبكي لفقدان الشراتي وخيبتها في البروفيسور، والقوى السياسية المعارضة لا تستطيع المنافسة على منصب رئيس مجلس محلية، لكنها تذرف الدموع على انتخابات القضارف، حيث وفرة السمسم والذرة وأشياء أخرى.