بكل الوضوح

علينا أن نتقبلها برضا تام..!!

عامر باشاب

{ من الأشياء الغريبة التي بدأت تسري في مجتمعنا السوداني الاعتراض على أقدار وأحكام الله عبر الضجر والسخط وعدم الرضا بما يقدره الله في هذه الحياة، وكثيراً ما نلاحظ امتعاض الناس وعدم رضاهم عن الأحداث الكونية وأحوال الطبيعة التي قدرها الله خالق كل شيءٍ سير بها الكون وفق نظام أزلي ثابت، من بينها حر الصيف وزمهرير الشتاء وهطول الأمطار والفيضانات والرياح والعواصف وغير ذلك.
{ مثلاً نجد الكثير من الناس يواجهون حرارة الطقس (السموم) والعواصف الترابية الكثيفة التي تجتاح البلاد من حين لآخر بنوع من السخط والضجر، وعدم رضا واضح وفاضح حيث تخرج من أفواههم تعليقات تؤكد عدم رضاهم بما قدره الله، مثلاً عند ارتفاع درجة الحرارة تجد دواخل الكثيرين (مولعة) من السخط وتأتي تعليقاتهم معبرة عن هذا السخط: (دي سخانة شنو الجاتنا).. (ياخي ده وقتو).. (هو نحن ناقصين!! يوم سخانة ويوم تراب وكتاحة!!).. (ده كمان جانا من وين غبار من الصباح ده يوم منحوس).. (فلس وسخانة وكتاحة دي بلد شنو دي).. (طوالي البلد دي مسخنة ومغبرة الحالة دي لمتين).. (دي مصيبة شنو الوقعنا فيها!!) وغيرها من التعليقات الرافضة.
{ وهؤلاء الساخطون على الدوام يبدو واضحاً أنهم بعيدون كل البعد عن الله خالق كل شيءٍ ومسبب الأسباب ومغير الأحوال من حال إلى حال، جاهلين بتعاليم ديننا الحنيف.. ومن أبجديات الإسلام الإيمان بقضاء الله وقدره وأن يرضى العبد بما قدره الله لعباده.
{ ومن المعلوم أن الواجب على العبد التصبر والصبر على كل مصاب يصيبه والرضا في كل الأحول، والمحرّم والمنهي عنه هو عدم الرضا وعدم الصبر على ما قدره الله تعالى ورفضه بالسخط والجزع.
{ والرضا بما يقسمه الله يؤدي إلى قوة الإيمان ويملأ القلب باليقين، وما أن دخل اليقين إلى القلب ارتقى العبد إلى درجة عالية في التعبد تؤكد قوة الإيمان التي تقربه إلى الله عبر الرضا بكل شيء.
{ وكما علمنا رسولنا الكريم (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خيرٌ، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له).
{ المصائب باختلاف أنواعها وأشكالها، مقدرة ومكتوبة وعلينا أن نتقبلها برضا تام.. قال الله تعالى: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ).. سورة (الحديد) الآية (22).
{ أما الأحاديث النبوية فتشير إلى (إِنَّ عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ البَلَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ). و(إِذا أحبَّ اللَّهُ قوماً ابْتَلَاهُم فَمن صَبر فَلهُ الصَّبْر وَمن جزع فَلهُ الْجزع).
} وضوح أخير
{ يجب علينا الرضا والقبول بالقضاء والقدر، بل ونستلهم حكمة الله في الأقدار وفي تلك الأحوال الكونية.
{ قال الله تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ).. سورة (القمر) الآية (49).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية