بكل الوضوح

(أرض السمر) تجمع السودانيين على شاشة التباهي بـ(وطن الجمال)

عامر باشاب

{ ظل فريق السلسلة الوثائقية (أرض السمر) ينتقل بنا من دهشة إلى إبهار عبر المشاهد التلفزيونية الصادقة والناطقة بالحركة الواقعية والعاكسة لعبقرية المكان والزمان، عبر تجوال الكاميرا حول كل أجزاء السودان وكانت هذه السلسلة جاءت لتؤكد عملياً معاني كلمات أجمل أبيات (أنا سوداني أنا) رائعة الشاعر الوطني، الراحل المقيم “محمد عثمان عبد الرحيم” (كل أجزائه لنا وطن إذ نباهي به ونفتتن)، كما عبرت عن معاني (بلادي أنا) رائعة الشاعر الوطني التربال “إسماعيل حسن” (ود حد الزين) (بلادي الجنة للشافوها أو للبرة بيها سمع.. بلادي أمان وناسا حنان)..
(محل قبلت القاهم معايا معايا ذي ضلي)، فكلما وقعت عيناك علي أي واحدة من حلقات هذه السلسلة الذهبية، سواء في النسخة الأولى أو في نسختها الثانية التي بدأ بثها ضمن برمجة شهر رمضان الماضي، على معظم المحطات التلفزيونية السودانية فليس أمامك إلا الاستسلام التام والتسمر أمام الشاشة لمتابعة سرد الحكيات والروايات المنقولة بعين اليقين والموثقة بالصورة والكلمة المعبرة التي عكست بشفافية عالية النقاء سحر المكان في كل أنحاء السودان وحياة السمر بمختلف انتماءاتهم القبلية عبر لقطات صادقة تجعلك تحس بأنفاس الناس في كل أماكن تواجدهم الطبيعي بين الأنهار الجارية بالحياة والحاضنة للسيف المجوهر والمرصع بالنجوم والجبال الراسيات وتلال وكثبان الرمال الفضية والماسية والسهول المنبسطة والمبسوطة ببساط الخضرة في كل مواسم الإخضرار والوديان المتعرجة المتبرجة بجمال الطبيعة الساحرة.
{ وصلت إلى قمة إحساس المتعة البصرية والسمعية وأنا أتابع ما قدمته لنا كاميرا (أرض السمر) من مشاهد ولقطات من داخل المدينة التاريخية كرمة، والشهادات التي قدمها عالم الآثار العالمي “شارلي بوني” عن منطقة كريمة الأثرية التي تؤكد بالفعل أن السودان أصل الحضارة.
{ حقاً هذه السلسلة (أرض السمر) حررت أبصارنا من قيود البرامج التلفزيونية الرتيبة والمملة والماسخة والبايخة والمستنسخة بغباء من بعضها البعض، خاصة تلك البرامج التي استهلكت الروائع الغنائية وأفقدتها روعتها وأطفأت نور جمالها بالتكرار المميت وشوهتها وبهدلتها بأصوات نكرات مشروخة.
{ لا شك أن هذه السلسلة الوثائقية نجحت فيما فشلت فيه جولات وجلسات المفاوضات، واستطاعت عبر جولة الكاميرا أن تجمع كل أهل السودان معارضة وحكومة على شاشة الوحدة الوطنية لمتابعة كل الجمال العاكس للصورة الحقيقية لسودان (وطن الجمال) (وطن الحدادي مدادي) محتشد بكل ألوان الجمال..
{ شكراً “سيف الدين حسن” قائد فريق سلسلة أرض السمر. شكراً شركة زين على رعاية هذا الفعل.
السمح والزين.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية