سعيد أنا بهذه الملايين!!
{ أشعر بغاية الفخر والسعادة وأنا أرى بأم عيني جموع السودانيين (بالملايين) تجوب شوارع “القاهرة” وأسواقها وقهاويها ومتنزهاتها، يتسوقون.. ويتعالجون ويروحون عن أنفسهم كما يشاءون، طوال ليالي شهر رمضان المعظم.
{ وقد وصلت هذه الأعداد الكبيرة المقدرة بنحو (مليوني سوداني) إلى مصر بالطائرات وفي متون مئات البصات السفرية المتحركة يومياً.. من “الخرطوم” و”أم درمان” إلى (وسط البلد) بالقاهرة عبر معبر “أرقين” الحدودي.
{ سبب سعادتي أنني واحد من الذين ظلوا يعملون على تهدئة التوترات المتوالية (المصنوعة) بين البلدين، ويجتهدون في تطوير علاقات المصلحة والتاريخ بين شعبي وادي النيل، وقد تصدينا لكثير من الحملات التي قادها موالون للسلطة ومعارضون.. مخربون، سعوا- مدفوعين من جهات خارجية أو داخلية- إلى الوقيعة بين الدولتين الجارتين تنفيذاً لأجندة دول أخرى أو بفعل الغباء والجهالة من الجانبين.
{ رأيت السودانيين هنا، وهم يتحركون بحرية مطلقة مثلهم مثل المصريين أصحاب البلد، لا يسألهم شرطي في الطرقات عن (فيزا) أو إقامة أو أرواق ثبوتية كما يحدث في بعض البلاد العربية والأفريقية.
{ ورأيتهم يعاملون أفضل معاملة من جميع الجهات المصرية الرسمية والشعبية، وقد كنت حريصاً على سؤال كل من أقابله حول انطباعه الشخصي عن رحلته للقاهرة، فيجيبني بأنه: (مبسوط) من قضاء إجازته أو إنجاز مهمته التجارية أو الطبية في شمال الوادي بسهولة ويسر.
{ مساء أمس زرت الأخ الصديق “محيي الدين الطيب النص” وقد جاء مصر مستشفياً، فخضع للجراحة بأحد المستشفيات، قال لي إنه قابل الطبيب وأجرى الفحوصات وخضع للعملية في ذات اليوم الذي وصل فيه، وأنه الآن في أتم صحة وعافية!!
{ ثم تساءل “محيي الدين” وهو رجل أعمال ابن أحد كبار رجال الأعمال في بلادنا- عمنا “الطيب النص” رحمه الله وأحسن نزله- تساءل: لماذا لا نعالج أزماتنا الاقتصادية في السودان بالاندماج الاقتصادي مع “مصر” والتعامل بالجنيهين المصري والسوداني؟!
{ وهو سؤال وجيه ينبغي أن يوجه بإلحاح للحكومتين في بلدينا.
{ أكرر التعبير عن سعادتي، فلولا بعض من الحكماء شمالاً وجنوباً، لكنا على شفا حرب أو على الأقل.. قطيعة دبلوماسية كاملة، وقد وصلنا بالفعل قبل أشهر مرحلة سحب سفير السودان من القاهرة!!
{ كم هي مؤثرة أقلامنا.. وكم هي ضعيفة كل هوجات الأسافير.. وكم هي محدودة بعض السلطات هنا وهناك!!
{ اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.