أخبار

(عليك واحد)

محمد إبراهيم الحاج..

*ثبت بالتطبيق العملي أن برامج الكاميرا الخفية لدينا لا يزال ينقصها الكثير حتى تحقق مطلوبات واشتراطات نجاحها..
* تابعت خلال هذا الشهر برنامجين في الكاميرا الخفية ..الأول في سودانية 24 من تقديم مازن تامر، والثاني في قناة أنغام الفضائية..
* سوف نحاول عبر هذا المقال تحليل حلقات (عليك واحد) التي أثارت جدلاً كبيراً لم ينته حتى الآن..
* يبدو أن البرنامج لم يستفد من عيوب النسخة الأولى الكثيرة رغم أنها كانت أكثر نجاحاً من الثانية..
*اعتمد (عليك واحد) في كلا النسخيتن على عنصر الآكشن..وكانت أولى الأخطاء التي وقع فيها أنه لم يدرس جيداً الشخصية السودانية التي تنفر من العنف، سواء أكان لفظياً أو جسدياً.. ورغم ذلك استمر البرنامج في تقديم ذات الطريقة التي استخدمها في المرة الأولى..
* في نسخة هذا العام من البرنامج ظهرت أخطاء قاتلة كانت بمثابة (القشة) التي قصمت ظهر البرنامج..
*من أكبر الأخطاء أن البرنامج قدم ممثلين لايتقنون الأدوار التي أسندت إليهم.. ويفتقرون لأبسط أبجديات تقمص شخصية الشرطي، خاصة الذي كان يقوم بدور الملازم محمد صديق..فهو يدخل إلى المكتب ويقوم من فوره بمخاطبة كل الموجودين بصراخ ولهجة حادة للغاية.. ورغم ذلك يقوم بمصافحة الحضور في الأيدي، وهو ما يمثل تناقضاً بائناً في تركيبته الشخصية..كما أنه يكثر من الصراخ بلا سبب مقنع..ويتجاهل الشخصية العامة التي تكون محور الحلقة..ويدعي عدم معرفته بها..وهو أمر لا يمكن تصديقه..مثلا لا أعتقد أن شاباً في السودان في مثل سنه لا يعرف فيصل العجب أحد أساطير كرة القدم السودانية خلال السنوات الأخيرة…وهو أمر يدخل الشك للضيف..
*من الأخطاء القاتلة في البرنامج ظهور الكاميرا التي لم تعد خفية مثلما قالت المطربة رماز ميرغني، إذ أن البرنامج هو للكاميرا (الظاهرة) وليست (الخفية)… وهذا الأمر تسبب في فشل كثير من حلقات الضيوف الذين اكتشفوها بسهولة ويسر، وجود الكاميرا مثل المطرب يوسف البربري وشيبة الحمد عبد الرحمن ورماز ميرغني وأمجد نور الدين ونايل…وهو الأمر الذي كان على مخرج البرنامج الالتفات له وإلغاء تلك الحلقات وعدم بثها..
* أمر ثالث يتعلق بشخصية المقدم ذاته..ففي مثل هذه البرامج تحتاج إلى شخصية (مهضومة) (غير متكلفة) قادرة على امتصاص غضب الضيف في لحظات اكتشافه الأولى للمقلب، وهو ما لم يستطع مازن الإتيان به..ورأينا نجوماً خرجوا غاضبين جداً من المشهد الذي كان يفترض فيه أنه للتسلية مثل وئام كمال وأفراح عصام..
*اللحظة الحاسمة التي يكشف فيها مقدم البرنامج عن شخصيته تأتي في (الذروة) وهي قمة العمل الفني .. فالحدث الدرامي يبدأ من نقطة ما يشكل بداية حبكة النص وستنمو وتتطور عبر سلسلة من الأزمات المعلولة سببياً وصولاً إلى أعلى مراحل تطور الحدث، حيث تصل الأزمة إلى أقصى حالات توترها لكي تنفجر بعدئذ محدثة الذروة.. وهي تمثل أعلى مراحل أي حدث سواء أكان درامياً أو (مقلب كاميرا خفية) وهي التي تمثل ظهور مقدم البرنامج الذي تنهي عملية الصراع، تحتاج إلى شخصية مشهورة ومعروفة للكل، وبمجرد رؤية الضيف أو الضحية له تنتهي الحلقة بأن يتكشف للضيف أنه تعرَّض لمقلب، مثلما يحدث لرامز جلال في حلقاته..ولكن الضيف هنا قد يكون رأى مقدم البرنامج لأول مرة، أو لم يتعرف عليه مثلما حدث لمنى مجدي التي لم تنته حلقتها بظهور مقدم البرنامج ..لأنها ببساطة لم تتعرف عليه، واعتقدت أنه من عناصر الشرطة، لذا حاولت إقناعه _حتى بعد ظهوره_ أنها بريئة ممانسب إليها..
* إجمالاً يشكل العمل بكليته محاولة جيدة للخروج من نمط البرامج التقلليدية التي ألفها الناس خلال شهر رمضان..وبمزيد من الحبكة والتجويد وتجنب الأخطاء يمكن أن يصبح البرنامج ناجحاً…
مسامرة أخيرة..
*اعلنت شركة زين عن ابتداع جائزة جديدة باسم (زول خير) وهو ابتكار حميد يحمد للشركة، وأعلنت عن قوائم لعدد من الشخصيات عرفها الناس بفعل الخير .. ورغم اتفاقنا مع الشركة في أن كل الموجودين في القائمة يستحقون التكريم، إلا أنها أهملت ربما أهم شخصية تناقل الناس قصتها بين مصدق ومكذب خلال هذا العام، وهو العم (قنجاري) الذي باع سيارته الخاصة لصالح بناء مدرسة لأبناء الحي، رغم أنه لا يملك غيرها..والعم قنجاري الذي ضحى بأغلى مايملك كان يستحق أن يكون ضمن القائمة..رغم أنه مثل الآخرين لم يكن يرجو تكريماً أو إبراز اسمه في قائمة الشرف الإنسانية..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية