لم يتعلم وزير الرياضة بولاية الخرطوم “اليسع صديق” وآمره والي الخرطوم الفريق أول “عبد الرحيم محمد حسين” من خطأهما الفادح قبل أربعة شهور ولم يعتبرا من قرارهما حل مجلس إدارة نادي المريخ، وتعيين لجنة تسيير برئاسة “محمد الشيخ مدني” ونيابة “عبد الباسط سبدرات”، فهاهو الوزير “اليسع” يعود أمس (الإثنين) لذات القرار الخاطىء السابق ويعيد تشكيل ذات اللجنة الحكومية الكارثية من معارف وأحباب الوالي “عبد الرحيم” ليسلمها قيادة المريخ العظيم .
وإذا كان الوالي والوزير لا يعرفان من أهل المريخ غير “محمد الشيخ” و”سبدرات” وعدد من (الألوية) والضباط المتقاعدين، فضلاً عن رجل الأعمال التركي (المجنس) “أوكتاي”، أفلا يستحي الأستاذان “محمد الشيخ” و”سبدرات” فيعتذران عن الخوض في هذه المعارك الصغيرة ويبحثان عن عمل نافع يخدمان به وطنهما غير مظلة “عبد الرحيم” و” اليسع”؟!
في أي عمر يكبر الناس عندنا؟! في أي عمر يتقاعد الفرد منا؟! في أي سن يعلم الواحد منهم أنه بلغ من العمر عتيا، وأنه ينبغي أن يغادر المناصب العامة والخاصة، ويتنحى لأجيال جديدة يمكن أن تكون واعدة ؟!
هل هكذا أصبح حال السودان، حتى مجالس الأندية الرياضية يتم حلها وتشكيلها بناءً على رغبات وأمزجة وعلاقات (الوالي) ؟!
بعد كل إخفاقات العمل السياسي والاقتصادي والتنفيذي في الدولة، تصر هذه النخبة الخاسرة على التسلط حتى على فرق كرة القدم ؟!
ألم تروا أن “السعوديين” و”المصريين” و”المغاربة” قد وصلوا نهائيات كأس العالم، لأن رؤساءهم ووزراءهم وحكام ولاياتهم لا يتدخلون في توجيه نشاط إدارات أندية كرة القدم؟!
حتى لو سلمنا جدلاً بأن المجلس المنتخب لم يعد شرعياً بفعل استقالات (مصنوعة)، فهل كان من العقل والحكمة أن يعيد “اليسع” ذات الأسماء – موضوع الصراع السابق – إلى رئاسة لجنة التسيير، بينما هي طرف الآن في قضايا أمام المحاكم، وما تزال المحكمة منعقدة ولديها جلسة اليوم حول (موضوع الأزمة) وليس رقم القرار الأول وتاريخه الذي ألغاه الوزير أمس، تحايلاً على المحكمة !!
قرار الوزير “اليسع” ينطوي على عدم احترام للقضاء، كما أنه يخالف توجيهات رئيس الجمهورية الأخيرة بعدم التدخل السياسي والوزاري في الشأن الرياضي .