بكل الوضوح

لأهل القرآن قضية يا رئاسة الجمهورية

عامر باشاب

{ تعجبت كثيراً بل وصدمت عندما علمت بأن وزارة التعليم العالي، تجاهلت من ذكرهم الله مالك الملك في من عنده، ورفع شأنهم في الحياة الدنيا، ألا وهم أهل القرآن (أساتذة تحفيظ القرآن الكريم بجامعة القرآن الكريم من أهل القرآن، وكان أن أكرمتهم رئاسة الجمهورية بـ(مجانية التعليم) وبـ(مساواة الحافظ للقرآن بالخريج الجامعي) كما أكرمتهم بـقرار
(تعيين معلم القرآن الكريم بشهادة حفظ القرآن على أساس أنها تعادل البكلاريوس).
{ ولكن للأسف الشديد هناك من أكد بأن وزارة التعليم العالي ضربت بكل ذلك عُرض الحائط وأغلظت في تجاهل (أهل القرآن)، وغلقت أبوابها في وجوههم المضاءة بنور القرآن ورفضت النظر في قضيتهم العادلة، بل واعتذرت عن مطالبتهم بتضمينهم كأعضاء في هيئة التدريس كنظرائهم .
{ المدهش أن الوزارة تحججت بأن معلم القرآن الكريم المتخرج بتقدير جيد في شهادة البكلاريس، لا تنطبق عليه شروط الانضمام لهيئة التدريس، مع أن الوزارة نفسها أعطت استثناءات لأساتذة تخرجوا بتقدير جيد فقط عندما احتاجت لهم الجامعات لتدريس مواد علمية نوعية.
{ والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا يتم استثناء معلمي القرآن الكريم؟ في حين أن توجهات وقرارات رئيس الجمهورية التي صدرت في شهر رمضان من العام
1412 الموافق 1994 وحسب ما ورد في المشور رقم (34-94) الصادر من وزارة العمل. (شؤون الخدمة) قضت بمساواة حافظ القرآن بالخريج الجامعي.
{ وبحمد الله وفضله ومساندة رئاسة الجمهورية جامعة القرآن الكريم الآن تحتشد بنفر كريم من المعلمين المؤهلين من حملة (البكلاريوس) و(الدكتوراه) و(الماجستير) و(البكلاريوس والدبلوم فوق الجامعي) في التربية وطرق التدريس، وأضف إلى ذلك شهادة حفظ القرآن التي بموجبها يتم تعيين (معلم القرآن الكريم)، ليقوم بتدريس مادة القرآن بنفس واجبات الأساتذة الجامعيين في كل التخصصات الأخرى، بل إنه يشترك في الكنترول العام والخاص باستخراج نتيجة الطلاب في المواد عامة، ويشارك في الكنترول الخاص بمادة القرآن الكريم (الشفوي والتحريري) إضافة إلى ذلك يقوم (معلم القرآن) بوضع الامتحانات لحفظة القرآن الكريم وتقويمها وتصحيحها للمتحصل عليها من (داخل وخارج البلاد) كما أنه يقوم بسد النقص في تدريس كثير من المواد في الكليات المختلفة (حسب التخصص).
{ أخيراً هل يعقل أن يعين (معلم القرآن) بشهادة الحفظ التي تعادل البكلاريوس ..( ليصبح جامعاً بين شهادة الحفظ وشهادة البكلاريوس) ومع ذلك لا يعتبر عضواً في هيئة التدريس، وإنما يقيد في هيكل فني لا صلة له به ولا في مستواه، خاصة أنه ومن المعلوم أن مادة القرآن الكريم ذات خصوصية بجامعة القرآن الكريم، وهي الأساس في تقويم رسالة الجامعة، فمن باب أولى دخول معلم القرآن في هيئة التدريس ليدافع عن مادته ويقيم طلابه ويسأل عنهم. ثانياً كما هو معلوم للجميع أن شهادة الحفظ تستخرج بتقدير جيد جدا أو بامتياز، وكل هذا مع شهادة البكلاريوس يكفل لمعلم القرآن الكريم الانضمام لهيئة التدريس ..
{ إذاً لماذا الرفض والاعتذار عن شيء مستحق؟!!
{ ختاماً نرفع أمر (قضية معلمي القرآن الكريم) إلى فخامة نائب رئيس الجمهورية، رئيس مجلس الوزراء القومي، الفريق “بكري حسن صالح” للنظر فيها وإصدار القرار المناسب..
{ وإذا كانت وزارة التعليم العالي لا تقدر معلم القرآن الذين أعزهم الله وخصهم بحفظ كلامه وقدرهم معلم البشرية “محمد” صلى الله عليه وسلم، وجعلهم في مقدمة الأخيار بقوله: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)
{ حقا نحن على يقين بأن معالي نائب رئيس الجمهورية، رئيس مجلس الوزراء القومي (سعاتو بكري)، دائماً يقف في صف الحق ويناصر أهل الحق وينظر لكل القضايا العادلة بعين الاعتبار.. فكيف إذا كانت القضية تخص حفظة كتاب الله ومعلمي القرآن الكريم.
{ ونحن نعايش أعظم أيام وليالي شهر القرآن رمضان أيام (ليلة القدر) التي أنزل فيها القرآن وسميت بـ(ليلة القدر) تقديراً وتعظيماً للقرآن الكريم، ولذلك حري بنا أن نقدر ونكرم كل من يحفط كلام الله ويقرأه ويعلمه للآخرين.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية