تفاصيل أغرب جريمة قتل في قلب الخرطوم اكتشفت بعد (23) يوماً من تحلل الجثة
(13) ألف دولار توقع المهاجر الإريتري "أفريم" ضحية عصابة
الخرطوم ـ منى ميرغني
لم يتوقع المهاجر أفريم قيري (25) عاماً، إريتري الجنسية، أن حلمه في الهجرة إلى القارة العجوز (أوروبا) سيكون ثمنها حياته في قلب العاصمة السودانية الخرطوم.. أفريم الذي حضر إلى العاصمة منذ تسعة أشهر لإكمال أولى خطوات هجرته إلى أوروبا بالطرق الرسمية عاد إلى موطنه محمولاً في صندوق الموتى بدلاً عن الهدايا.
تفاصيل حادثة أفريم الذي وقع في فخ عصابة تتاجر بالبشر اغتالته داخل شقة في وسط حي العمارات بالخرطوم وتركت جثته لتتحلل أكثر من (23) يوماً، روتها شقيقته لـ(المجهر) بعد حضورها إلى مباني الصحيفة بعد أن قرأت خبراً يتعلق بوفاة شقيقها. وحسب “واحزام” فإن شقيقها قرر الهجرة إلى أوروبا فاستشار أشقاءه الموجودين في النرويج فنصحوه بمغادرة الأراضي الإريترية إلى سفارة النرويج بالسودان لإكمال إجراءات سفره بطريقة شرعية، وعند وصوله مكث مع شقيقته بمنطقة السجانة جنوب الخرطوم.. بعدها باشر إجراءات التقديم.
بطء منح التأشيرة جعل أفريم ينصاع لنصيحة زوج شقيقتهما الذي أخبره بوجود شاب سوداني يقوم بإعداد (فيز) لكل دول أوروبا مقابل (13) ألف دولار فوافق مرغماً وتولى زوج شقيقتهما المهمة لإكمال مهمة سفره وقام بالاتصال بأشقاء أفريم وطالبهم بإرسال المبلغ وبعد توفيره اتضح أن الشخص الذي حضر لتسلُّم المبلغ إريتري الجنسية يدعى (م. ت)، وتبين ذلك من خلال الزيارة التي سجلها المتهم الهارب إلى منزل الضحية.
واسترسلت “واحزام” في سرد قضيتها بأن (م. ت) تسلّم الجواز والمبلغ عن طريق زوج شقيقتهما، وبعد أيام اتصل بهم الشاب الإريتري وأبلغهم باكتمال إجراءات السفر طلب من شقيقها أن يحمل حقيبته ويقابلهم في المطار، بناء على ذلك تحرك أفريم إلى مطار الخرطوم غير أن (م. ت) اتصل به وأخبره أن هناك إجراءات لم تكتمل وطلب منه أن ينزل معه في شقته بالخرطوم لقربها من المطار بتاريخ 15 مايو المنصرم، وانقطعت أخبار أفريم ولم تستطع أسرته الوصول إليه، فهاتفه كان مغلقاً وكذلك لا يعرفون مكان السمسار، وبعد مضي (7) أيام على اختفاء أفريم وسط الخرطوم قام زوج شقيقتهما بإبلاغ أسرته الموجودة في الخرطوم بأمر اختفاء شقيقهم، ومن هنا بدأت رحلة البحث عن أفريم.
قالت “واحزام” إنها قامت بالبحث عن شقة السمسار الإريتري الذي خدع شقيقها وتوصلت إلى مقرها بحي العمارات بالخرطوم، وإنها حاولت فتح باب الشقة التي تقع في الطابق الثاني بمفردها بعد أن اشتمت روائح كريهة لكن صاحبة البناية منعتها من فتح الباب وبررت أن ذلك ينبغي أن يكون عن طريق الشرطة، فسارعت “واحزام” بإبلاغ الشرطة التي سارعت إلى فتح باب الشقة وعثرت على أفريم مقتولاً وجثته متحللة وعليها آثار ضرب بالفأس في الرأس وطعن بالسكين في الصدر، وقامت الشرطة باعتقال أول المشتبه فيهم وهو زوج شقيقة الضحية، وحققت مع صاحبة البناية واتضح من خلال التحقيق أن الشقة تم استئجارها يوم تنفيذ الجريمة ولمدة شهر. وقالت صاحبة البناية عند التحقيق معها إنها اشتمت الرائحة وظنت أنها بسبب فئران ميتة أكلت سم الأزهار.. “وازاحم” طالبت الشرطة السودانية بضرورة القبض على قاتلي شقيقها، بعد أن رجحت أنهم عصابة اتجار بالبشر وتقديم المتهمين للعدالة.
==