الخرطوم : سيف جامع
تسبب قرار بنك السودان المركزي بسحب فئة ألـ(50) جنيهاً وطرح أخرى في ربكة كبيرة وسط المواطنين في وقت امتنع فيه البعض عن قبول التداول بالفئة موضوع الأزمة ، وعبر بعض المواطنين عن خشيتهم من اتخاذ البنك ذلك ذريعة لامتصاص السيولة التي بحوزتهم وتغذية القطاع المصرفي الذي يعاني من أزمة سيولة حادة قبل أن يتراجع عن طرح العملة الجديدة.
ورصدت (المجهر) أمس زيادة كبيرة في عدد العملاء بمنافذ المصارف التجارية لإيداع أموالهم بالبنوك، كما إن البنوك لم توقف أمس تسليم العملاء فئة الخمسين جنيهاً رغم إعلان البنك المركزي الإجراء الأخير.
وجاءت خطوة بنك السودان المركزي عن طرح ورقة نقدية جديدة من فئة الخمسين جنيهاً خلال الفترة القادمة، مفاجئةً للكثير من المواطنين وتسببت في إرباك التجار خاصة الذين يمتلكون ملايين الجنيهات كانوا قد أحجموا عن توريدها بحساباتهم لدى البنوك التجارية بعد أن واجه الكثيرين منهم معاناة في السحب .
أعباء جديدة للمواطن والبنوك!!
وشكا مؤخراً مواطنين من عدم تمكنهم من سحب أرصدتهم بالبنوك حيث اعتذرت البنوك بعدم توفر سيولة لديها تكفي للشيكات ، وشهدت الفترة الماضية البنوك تزاحماً كبيراً من قبل المواطنين وأكد مراقبين إن نسبة السحب بالمصارف عامة كانت أعلى من الإيداع مما جعل البنوك غير قادرة على توفير السيولة للعملاء ، ويؤكد تاجر ذهب تحدث لـ(المجهر) إن البنك المركزي اشترى منه ذهب قيمته ملياري جنيه وسلم شيكات بواسطة شركة تابعة للمركزي لكن البنك رفض تسليمه المبلغ نقداً وطلبوا منه فتح حساب بالمبلغ لحين توفره ، وأشار إلى إنه منذ فترة لم يودع إي مبالغ نقدية بالبنوك ، معتبراً القرار سيزيد أعباءً جديدة على التجار خاصة إن البنك المركزي لم يحدد موعداً لتسليم المبالغ بالفئة الجديدة وفى فبراير الماضي نشر بنك السودان المركزي، إعلاناً مصوراً للورقة النقدية من فئة الخمسين جنيهاً وقال إنه يمكن من خلاله اكتشاف فئة الخمسين جنيهاً المزيفة بسهولة وتضمن إعلان البنك سبع علامات ترى بالعين المجردة أو باللمس.
وفي وقت سابق، حذَّر النائب العام “عمر احمد محمد”، المواطنين بأخذ الحيطة والحذر عند التعامل بالعملة فئة الخمسين جنيهاً، والتأكد من سلامتها، معلناً توقيف متهمين على الحدود السودانية المصرية في معبر “أرقين” وبحوزتهما (315)ألف جنيه من العملة المزيفة فئة ألـ (50)جنيهاً وأشار وقتها إلى إن هناك مبالغ تقدر بمئات الملايين من ذات الفئة تم تزييفها.
العيد على الأبواب!!
ويأتي قرار البنك المركزي بتغيير العملة في وقت بدأت فيه الأسر استعداداتها لعيد الفطر المبارك حيث يتوقع آن تشهد الأسواق انتعاشاً كبيراً في كافة مبيعات السلع لكن بعض التجار أكدوا تفضليهم التعامل بالفئات الأخرى بدلاً عن الـ(50) جنيهاً لأن استلامها يتطلب الذهاب إلى البنك وإيداعها في الحسابات دون الحصول على بدل بالفئة الجديدة في الوقت الراهن ورغم توضيح البنك المركزي إن ” المصارف التجارية وفروعها ستستمر باستلام العملات من فئة الخمسين جنيهاً من المواطنين وتوريدها وحفظها في حساباتهم وتمكينهم من استخدام أرصدتهم عبر وسائل الدفع المختلفة” إلا أن التخوف وسط المواطنين بدا واضحاً من عدم تمكنهم التصرف في أرصدتهم بالبنوك حال اتجهوا إلى إيداع فئة الخمسين جنيهاً وكان قد أشار إلى إن “المواطنين الذين ليست لديهم حسابات طرف المصارف ستقوم المصارف التجارية بتسهيل عملية فتح حسابات لهم لتمكينهم من توريد ما لديهم من العملة فئة الخمسين جنيهاً والفئات الأخرى للاستفادة من الخدمات المصرفية الأخرى بما فيها وسائل الدفع الالكتروني” وقال البنك المركزي إنه سيحدد لاحقاً موعد إيقاف التعامل بالورقة النقدية القديمة واعتبارها غير مبرئه للذمة.
قريباً الـ(50) جنيهاً غير مبرئة للذمة.؟
ويؤكد البنك المركزي إنه من خلال متابعاته، فقد تبين انتشار كميات كبيرة من فئة الخمسين جنيهاً مجهولة المصدر وغير مطابقة للمواصفات الفنية، الأمر الذي يؤكد تسرب عملات مزيفة للتداول، مما أدى إلى زيادة السيولة بشكل واضح، وتسبب – مع عوامل أخرى وبصورة واضحة – في انفلات الأسعار وأثر بصورة مباشرة في حياة المواطنين اليومية وأشار البنك المركزي إلى استمرار المصارف التجارية وفروعها باستلام العملات من فئة الخمسين جنيهاً من جمهور المواطنين وتوريدها وحفظها في حساباتهم وتمكينهم من استخدام أرصدتهم عبر وسائل الدفع المختلفة.
وبرر البنك المركزي بأن التغيير يأتي في إطار مسؤوليات البنك عن حماية العملة الوطنية وتحقيق استقرار سعر صرفها والمساعدة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي.
وبحسب البنك المركزي تحمل فئة الخمسين جنيهاً الجديدة عدة علامات تأمينية منها اللون الأحمر وهو الغالب على الورقة وتتضمن الواجهة صورة مبنى البنك المركزي و خارطة السودان وقوالب الذهب ويوجد الرقم المسلسل اعلي اليمين وادني اليسار ويوجد الملمس الخشن على طرف الورقة أدنى اليمين وأعلى اليسار إضافة إلى الرقم (50) أعلى اليسار بأحبار متغيرة اللون، عند إمالة الورقة تتغير من اللون الذهبي إلى اللون الأخضر وخلفية الورقة تتضمن مركباً شراعياً ومجموعة من الجمال.
لماذا تغير الدول عملتها ؟
ويري الخبير الاقتصادي “هيثم محمد فتحي” إن تغيير العملة يخضع لحسابات اقتصادية تشمل معدلات الادخار وعدد الحسابات المصرفية التي تستهدف البنوك زيادتها ومعدل التضخم والحد من الفساد لافتاً إلى إنه إجراء متبع على مستوى العالم للتغيير من شكلها أو تغيير الفئات ذاتها وهو يفيد في حصر السيولة النقدية الحقيقية في المجتمع كما تجعل العملة مؤمنة أكثر.