بريدك يُمّه حتّى الموت
دا منُو البسمِّيك خاطرة في عرف القصيد
ومنو البشيلك غير تعشرقي في الوريد..
ومنُو البدونك يُمَّه سمَّى الدنيا عيد..
أها يُمَّه عاد أنا شِنْ بَسَوْ والشوق شديد..
لك يا ميلاد الفخر ونبع العشق العذري.. لك يا تاجاً يزين كل رأس تملك عرشاً للدفء وكرسياً زخرفته جميل المشاعر
{ أمِّي..
لكم هو عظيمٌ هذا الاسم، ولكم هي ساميةٌ هذه الصفة.. يا شجرة الخلد التي تسكن جنَّات القلوب..
ولكم هو رائعٌ هذا الإحساس الذي أناديك به فور إشراقة كل شمس وعند مداعبة كل حرف..
أذكرك يا أمي حينما يملأ ذاكرتي النسيان..
فأغوص في عمق العقل الباطن.. أدرك وجودك فقط.. فأعود يملأ فراغ أشيائي أماناً لا مثيل له.
{ أمِّي..
يا أغنية لامست شفاه الشمس فغنَّتها الكواكب معاً..
يا أمنية فاجأت عالم النشوى وانسابت دفقاً من جميل الكلام..
ماذا أسمِّيك غير هذا الاسم..
عظَّمك اللهُ فجعل الجنَّات تحت قدميك..
وأوصى بك سيِّد الخلق وخاتم الأنبياء.. وجعلك أولى وأحقَّ الناس بحسن الصحابة..
فماذا لديَّ أنا؟
لست سوى أَمَة سقطت رهينة حبِّك الساكن في عمق العمق..
يا نهراً عذبٌ ماؤه.. متَّسعٌ فمه حباً وترحاباً بقدومك عبر إيقاع أمواجه وتصفيق شاطئيه..
{ أمِّي..
يا موسيقى الحرف القاتم.. يا ألوانَ الصبح الأشقر.. يا زاويةً تعكس مرآة الأفراح عليها.. ما يستطيعُ الصمتُ ولا يستطيع القولُ إليه بعض وصول!
يا روعة صوتي حين أغنِّي للمارِّين عبر مُخيِّلة الوتر
ويا غُصَّة تبتلع ما يؤذي من الحزن..
{ أمي..
يا كل من أحتاج من دفء.. ومن بردٍ.. ومن حرٍّ.. ومن مطرٍ.. ومن حرفٍ.. وصدق..
{ { خلف نافذة مغلقة
وتمتم من لحم جلدك قطع حبل الأسى المختُوت..
وبَلْبَلْ من جفاف الريق شراييني وفتات القوت..
وسطَّر من عدم قولك صبح جُوَّه العروق منحوت..
وغنّيت والوتر أحشاي:
بريدك يمَّه حتَّى الموت..
بريدك.. مووووووت!