شهادتي لله

هذه (الخارجية)..!!

{ قال وزير الخارجية السيد “علي كرتي” – حسب صحف الأمس – إنهم تقدموا بشكوى ضد إسرائيل لدى مجلس الأمن، غير أنه أقر – في ذات الوقت – بأنه (من العسير الوصول إلى إدانة، لأن مجلس الأمن يضم حلفاء لإسرائيل، لكن الأمر يعتبر محاصرة للدولة العبرية، وهذا نفسه ليس بقليل)!!
{ يا سبحان الله!! “علي كرتي” يظن – وبعض الظن إثم – أن مجرد تقديم شكوى ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن هو (محاصرة)، وأنها ليست بالشيء القليل!!
{ لا.. بل هي قليل.. وقليل جداً يا “علي كرتي”، مقابل خسائر دولتنا المادية والبشرية والمعنوية.
{ وعن أي (محاصرة) تتحدث يا سيادة الوزير؟! كم شكوى قدمتها الجامعة العربية، وكم شكوى رفعها الفلسطينيون إلى مجلس الأمن، منذ العام 1948، ولم يقل عاقل يوماً إن (كل) تلك الشكاوي حاصرت إسرائيل أو تسببت في أن (يرمش) جفن أحد وزراء الدفاع (المجرمين) في دولة (الكيان الصهيوني) القائمة على جماجم العرب والمسلمين!!
{ تحاول وزارة الخارجية، بمثل هذه التصريحات والبيانات الهزيلة، أن تمضي قدماً في دبلوماسيتها (الرمادية) الكسيحة التي أوردت البلاد مورد الهلاك، وجعلتها هدفاً سهلاً لسلاح جو دولة (بني صهيون)!
{ ويريد السيد “علي كرتي” أن يرهن بلادنا، أمنها واستقرارها، بوعود أمريكية كاذبة، لا نجني منها ثمراً، ولا نأمل فيها مكاسب، إلاَّ إذا كان السيد الوزير يحسب أن الصور التي تجمعه بالسيدة “هيلاري كلينتون” وزيرة خارجية أمريكا، كسباً وإنجازاً..!!
{ وبدلاً من أن يبذل السيد الوزير جهداً ويتكبد مشقة في دحض ما روجت له إسرائيل بشأن (شراكة) عسكرية بين السودان وإيران في إنشاء مصنع (اليرموك) للذخيرة، ودعم حركة (حماس)، لأن (النفي) و(التبرؤ) من إيران لن يفيد في (إدانة) إسرائيل بمجلس الأمن، كما أقر بذلك الوزير نفسه.. فإنه كان الأولى أن تستدعي الخارجية القائم بالأعمال الأمريكي في السودان وتستفسره بشدة عن (الدور الأمريكي) في ضرب مصنع “اليرموك”، خاصة وأن المصادر العسكرية الإسرائيلية المرتبطة بوزارة دفاع الكيان الصهيوني أكدت في تقارير عديدة (علم) و(تنسيق) الولايات المتحدة مع إسرائيل في إنجاز المهمة (التخريبية) جنوب الخرطوم!!
{ صحيح أن السفير الأمريكي سينفي علاقة بلاده بالهجوم الإسرائيلي، ولكن استدعاءه إلى مقر الخارجية يحمل رسالة مهمة، وذات مضمون مفادها أن السودان يفهم ويعلم جيداً تواطؤ “واشنطن” مع “تل أبيب”.
{ الهدف الثاني من استدعاء السفير الأمريكي، هو طلب (توضيح) موقف الولايات المتحدة (الرسمي) من العدوان الإسرائيلي الغاشم على السودان.
{ لكن خارجيتنا لا تتخذ موقف (المهاجم) في قضية مصنع (اليرموك)، بل تكتفي بمحاولة (الدفاع) والتحلل من الارتباط بإيران وحماس، أملاً خائباً في إقناع الإدارة الأمريكية برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.. (حجوة أم ضبيبينة) التي ملّ الشعب السوداني سماعها!!
{ يجب أن تطالب قيادة الدولة السيد وزير الخارجية، بأن (يقلب) صفحة أمريكا، ويفك وثاق دولتنا المربوطة على الأوتاد الأمريكية!
{ مشكلة السودان الكبرى أنه محسوب – زوراً – في خانة المواجهة مع أمريكا وإسرائيل، بينما (بعض) المسؤولين في حكومته يسبحون بحمد أمريكا بكرةً وأصيلاً!!
{ نعم لدينا علاقات مع “إيران”، وينبغي أن تتطور أكثر وأكثر وصولاً إلى مرحلة (الحلف العسكري) والإستراتيجي الممتد إلى “روسيا” و”الصين”.
{ أمريكا تتآمر علينا سراً وعلانية، وصور “علي كرتي” مع “هيلاري كلينتون” لن تحمينا، وبيانات الجامعة العربية هي مجرد كلمات فارغة للاستهلاك، ما أفادت يوماً الفلسطينيين، ولا منعت عنهم صواريخ الإبادة الإسرائيلية، ودول الخليج العربي وقفت تتفرج على السودان ولم تدفع لخزانته (ملياراً) واحداً من الدولارات لإعانته على أزمته الاقتصادية الطاحنة بعد انفصال الجنوب، بينما دفعت المليارات لمصر واليمن.
{ إذا تركنا هذه (الخارجية) تلعب بمصير البلد، فإننا نتوقع المزيد من (الضربات).. المزيد من الخسائر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية