* الفترة المفتوحة بالإذاعة القومية لا تزال تحتفظ بألقها الرمضاني .. لا يزال الكثيرون يحرصون على سماع موسيقاها المميزة … ولأن الإذاعة السودانية هي الأصل في كل شيء وارتباط الجيل القديم بها من خلال شهر رمضان، فإن متابعتها أضحت إحدى مستلزمات الشهر الفضيل..ليتها تعود إلى ريادتها في صناعة الفن والفنانين والأحداث مثلما كانت قبل ذلك..
* الإعلانات التي تبثها أغلب القنوات خلال البرامج التي تحظى بنسب مشاهدة عالية، يخيل لمتابعيها أنها تقدم لمجتمع آخر غير السواد الأعظم من المجتمع السوداني.. والأمر ذاته ينطبق حرفياً على برامج الأكل الذي تقدمه أغلب الفضائيات خلال الشهر الكريم..لا أظن أن أحداً من المجتمع السوداني قد استفاد من تلك الأكلات .. فكل الناس الآن يتناولون العصيدة والقراصة وملاح النعيمية وأم رقيقة والمشروبات التقليدية في المائدة الرمضانية.. لذا فإن أغلبها فقط لملء الخارطة البرامجية دون إفادة واضحة للمشاهدين.
* رغم ميل أغلب القنوات لإنتاج البرامج الغنائية في رمضان، إلا أن أكثر البرامج الناجحة تلك التي ترتبط بإظهار الحالات الإنسانية، والدليل على ذلك التفاعل الكبير الذي وجدته حلقة طه سليمان عن المشردين وحلقات (مسارب الروح) التي تقدمها سوزان سليمان عبر قناة الهلال وبرنامج (مع كل الود والتقدير) الذي تقدمه إيمان بركية عبر الشروق…ثبت النجاح الكبير لتلك البرامج لأن المشاهد السوداني يتفاعل تلقائياً مع البرامج الصادقة التي تخاطب ضميره الإنساني.
*لو اكتفى عاصم البنا بأناقته وزيه كاملاً في (أغاني وأغاني) الذي يحرص عليه بصورة يومية لكفاه أن يكون وجهاً يمنح المشاهدين الراحة النفسية، ويقدم بذلك درساً مجانياً يومياً للمطربين الذين يعشقون فنايل (الكط) والبناطلين (المحزقة) كونها ليست مقياساً على نجاح الفنان..فعاصم الذي يسير في طريق سيد خليفة وأحمد المصطفى ووردي ومحمد الأمين في مظهره وأناقته .. يمضي أيضاً بخطوات واثفة ومحترمة في إرساء صورة ذهنية إيجابية عن المطرب النجم.
مسامرة أخيرة
تعجبني حوارات الزميل علي أبو عكري اليومية عبر (الجريدة) وتلفتني موضوعية ومنطق ماجدة حسن عبر عمودها المقروء، وتشدني عبارات حسام الدين ميرغني بالرأي العام..اتحسر على غياب أقلام تكتب بصدق ومهنية عالية أمثال طارق شريف الذي اختار الكتابة في الاقتصاد، وأمير عبد الماجد وأمير أحمد السيد وأحمد نصر ويوسف النعمة الذي اختار الغربة…وأترحم على القلم القوي والمختلف عوض محمد أحمد ومحجوب محمد أحمد.