أسعدني بشدة توجه وزارة التنمية البشرية والعمل لإنشاء مركز للتدريب المهني بمدينة السروراب بالخرطوم .. لمحت ذلك من خلال إعلان للوزارة بالصحف السيارة يعلن عن تمديد عطاء لتشييد المركز المعني في شفافية مفرحة وإعلان عام لجميع الراغبين في ذلك .. ولكن ليس هذا ما أفرحني وإنما هو الاتجاه لبناء هذا المركز في هذه المنطقة الطرفية وما يتمناه المرء في ذلك أن يكون هذا الأمر منبعه اتجاهاً عاماً من هذه الوزارة للاهتمام بقضية التدريب المهني الذي نحن في أحوج ما نكون إليه الآن بعد أن تكدس خريجو المساقات الأكاديمية المختلفة وحملوا شهاداتهم وربعوا أيديهم بلا شغل ولا مشغلة حيث لا وظائف في القطاع العام وشركاته ومصالحه ولا في القطاع الخاص ايضاً بمصانعه ومشروعاته مشكلين أزمة حقيقية في التوظيف وحالة متأخرة للبطالة والتبطل.. القضية هنا ترتبط بعجز سوق العمل لدينا على استيعاب كل هذه الأعداد من المتخرجين من هذه المساقات الأكاديمية في ذات الوقت الذي تبدو فيه الحاجة ماسة لتدريب الأيدي العاملة المهرة في مجالات مهنية عديدة تحتاجها البلاد كما أن هذا الاتجاه يساعد في تنمية الصناعات المحلية ويطورها والغريب أننا كنّا من أوائل تجارب المنطقة في إنجاح مشروعات التدريب المهني إلا أننا انتكسنا كما هو حالنا في كل المجالات فأصبح المشهد كما هو أمامنا بائساً ينتظر من ينقذه كمثل هذه المحاولات من وزارة التنمية البشرية التي نشد على يدها ونبارك جهدها ..