بعد مرور نحو 20 يوماً من أيام الشهر الفضيل، بدا أن البرنامج الجماهيري (أغاني وأغاني) الذي تبثه قناة (النيل الأزرق) خلال الشهر الفضيل، قد عاد كما عرفه الناس قوياً يلفت انتباه الناس ويشغل حيزاً كبيراً من الطقس الرمضاني، رغم منافسة كثير من برامج القنوات الأخرى له، بعد أن قوبل بنقد لاذع خلال المواسم السابقة.
ودون النظر إلى ما سبق من توقعات محبطة مشفوعة برجاءات نجاح البرنامج الأكثر استحواذاً على اهتمام المشاهدين خلال الشهر الكريم، نجد أن ثمة أسباب مقنعة للغاية أعادت إلى البرنامج سيرته الأولى في النجاح.
*أول الأسباب التي جعلت من البرنامج ناجحاً للغاية يتمثل في عودة “جمال فرفورالذي شكل دعامة أساسية للبرنامج الجماهيري، وكان سبباً مباشراً في نجاحه خلال سنوات ظهوره الأول مع الراحل “نادر خضر” و”جمال فرفور”، و”عصام محمد نور” ورغم أن ظروفاً متباينة قضت بابتعاد “جمال” خلال الموسم السابق، وشكل فرفور مع عاصم البنا ثنائيا متزناً يتدخل في الأوقات الحرجة لمساندة المطربين الواعدين، مستندين في ذلك على خبراتهم الواسعة في البرنامج.. فرفور كان أكثر المطربين مساندة للوجوه الجديدة..وتلاحظ تشجيعه المستمر للواعد عبد السلام وعمر عثمان.
*من الأشياء التي كانت سبباً في تراجع البرنامج خلال السنوات السابقة، محاولة منتجيه حشد بعض الوجوه (الفوتوجنيك) التي قد تقدم الإطلالة المريحة، لكن محتواها قد لا يكون بذات مستوى طاقم برنامج يشاهده كل السودانيين في الخارج والداخل، فإذا استثنينا “أفراح عصام” نجد أن المشاركين تعينهم قدراتهم الأدائية واستحقاقات ملحوظة، كما أنه تم إدخال عناصر تفتقر للتجربة الفنية خلال السنوات السابقة.. لكن إدارة القناة استعانت هذه المرة بوجوه متمرسة في أداء الأغاني الجماهيرية والعاطفية وخلق (مجايلة) أضافت كثيراً لتنوع البرنامج.. بالإضافة إلى أن تنوع الحلقات وتعدد الضيوف منح البرنامج إضافات حقيقية.. فقط لم أعلم لماذا تمت استضافة وزير الإعلام د. أحمد بلال في إحدى حلقات البرنامج؟
*لا أتفق مع كثير من الآراء التي تقول إن مقدم البرنامج “السر قدور” فقد بريقه أو أنه أصبح يغرد خارج سرب ما يريده الناس، “قدور” لا يزال يحتفظ بكثير من لياقته الذهنية وقدرته على الإبهار وإيراد حكايات الأغاني، فهو شاعر ومغنٍ وممثل مسرحي وكاتب، التصق بالحياة الإبداعية في السودان لعدة عقود كان من خلالها شاهداً على الأحداث وصانعاً لكثير منها، ولهذا فإن “قدور” المقدم العجوز الذي ضحك كثيراً.. وضحك أيضاً أخيراً ضخ في أوردة البرنامج دماء النجاح مرة أخرى.