الخرطوم ـ هبة محمود
بفيض من عبارات الإطراء والثناء والسوبر اللايك، حصدت حلقة أمس الأول من برنامج (استوديو 5) الذي يقدمه الفنان “طه سليمان” وتعرضه قناة النيل الأزرق، أعلى نسبة مشاهدة، وذلك لاستضافة الحلقة شريحة هامة من المجتمع (المشردين) تناولت تفاصيل حياتهم بجوانبها المختلفة، ووقفت على قضاياهم وهمومهم، وتعرفت على أفكارهم وكيفية الاهتمام بهم واستيعابهم في المجتمع، كما كشفت الحلقة عن شخصيات تتمتع بمواهب فذة أنهكها التشرد وأتعبها التفكك الأسري، ودمر بعضها الإدمان.
بدا الفنان “طه سليمان” خلال الحلقة مختلفاً وهو يتجاذب أطراف الحديث مع ضيوفه بأريحية جعلته يجلس على الأرض إلى جانبهم، يداعب أحدهم تارة، ويكشف عن مواهب بعضهم تارة أخرى بخفة ظل، تقطعها حكايات الأسى وبعض (المشردين) يسردون تجاربهم مع الإدمان ومراحله، وفقدهم أعزائهم بسبب الإدمان، قبل أن يعود ـ طه ـ مجدداً ليخرجهم بمداعباته من تلك الحالة، وقد كشف تقرير خارجي للفنان طه سليمان تضمنته الحلقة وهو يجالس تلك الشريحة داخل خور ويردد أغنية (في عينها عالم تاني) بمعية “المقداد” وهو أحد المشردين الذين لعبت المزاجية دوراً كبيراً في تشرده، حيث له أسرة مترابطة، لكنه أحب العيش إلى جانب أصدقائه، قبل أن تنتقل الكاميرا إلى الاستديو وتبث أغنية أخرى حماسية للمقداد وطه، وقبل أن يعلن عن تبرعه لأحد المتشردين أطلق عليه لقب مجنون ليلى بـ (شيلة عرس) مساهمة منه لارتباطه بالبنت التي يهوى، ليحصد طه من خلال تلك الحلقة عبارات الإعجاب والإطراء التي كشفت عن إنسانيته وبساطته، وقد ذهب الكثيرون إلى أن هذه الحلقة تعد أفضل حلقات الموسم الجديد.
“فارس” رئيس منظمة مجددون والداعم لشريحة (المشردين) أكد من خلال الحلقة أن تحليلهم لمشاكل هذه الفئة الهامة من المجتمع مهم جداً، قبل الخوض في غمار حلها، لافتاً الى أن الحلول التي تقدم لهم، دائماً، ليست سوى حلول أمنية لا تتخطى ترحليهم إلى المعسكرات وكتابة تعهدات دون الوقوف إلى جانبهم وتلمس واقعهم، وقال: “نحن لما جينا نقدم دعم لهم قعدنا شهرين كاملين نعمل على تقوية أواصر العلاقة بيننا وبينهم، لدرجة أننا بتنا معهم في الخور في ليلة صعيبة جعلتنا نشعر أننا إخوان، ومن ثم وقفنا على مشاكلهم”.. وكشف رئيس مجددون من خلال الحلقة أن هناك من يستخدم الأطفال لتجارة المخدرات، وقاموا بتخويفهم منه وإدعائهم على أنه تاجر أعضاء، لتنتفى تلك المخاوف من قبل الأطفال بالثقة التي جعلتهم يتلمسون مشاكلهم، وتم عمل مدرسة لتعليمهم في الشارع، في الوقت الذي أشار فيه إلى المزاجية كعامل من عوامل التشرد، بجانب الحرب والتفكك الأسري، لافتاً إلى ذكائهم ومواهبهم التي وصفها بالمدفونة، قبل أن يشير إلى وفائهم وانسانيتهم، وهو يحكي محاولة الأطفال المشردون لرد جزء مما قدمته المنظمة لهم عبر (دق الكورة) أو (الشير) وعمل (عزومة) لأفراد المنظمة كرد جميل، وقال: (الغريبة انهم يلموا أكلهم من الشارع وبعد أن ينتهوا من تناول أكلهم يقومون بوضع ما تبقى من فتات للطير!!!).