“قوش”.. حركة السياسة والمخابرات
زيارة مدير جهاز الأمن والمخابرات، الفريق أول “صلاح قوش” للقاهرة خلال اليومين الماضيين، ومقابلته للرئيس “السيسي” ومباحثاته مع نظيره المصري، ثم زيارته لزعيم الحزب الاتحادي ومرشد الختمية السيد “محمد عثمان الميرغني” في داره بمصر الجديدة، هي عناوين بارزة لعمل (سياسي) كبير يقوم به الفريق “قوش” في ترقية علاقات السودان الخارجية وتوطيد الصلات مع القوى السياسية الوطنية، وعلى رأسها الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) .
تحتاج الدولة في ظل الظروف الاقتصادية الضاغطة التي تعيشها حالياً إلى مبادرات وحراك سياسي غير تقليدي، يتجاوز مربع العلاقات العامة إلى مربع التحالفات الإقليمية المنتجة والمثمرة التي تدفع بالبلاد إلى بر الأمان.
ولن يكون هناك تحالف إقليمي ذات نفع وفائدة من غير حلفنا الطبيعي تجاه جارتنا الشمالية، مهما انسد الأفق بأخطاء هنا وهناك.
وفي ظني أن نشاط “قوش” بتجربته وخبرته السياسية ورؤيته المختلفة في النسخة (الثانية) من إدارته للجهاز، ترشحه لأن يكون مديراً للمخابرات بالوظيفة، والمستشار السياسي والأمني للرئيس بالأمر الواقع، وفي ذلك فائدة عظمى لقيادة الدولة، بالنظر إلى تراجع مستويات الخبرة والفطنة والكفاءة في الجهازين السياسي والتنفيذي خلال السنوات الأخيرة.
كلما زاد عدد المفكرين والسياسيين أصحاب الرؤى والخيال في دسك الدولة، انطلقت الدولة نحو بوابات الحلول، ومنها إلى مسارات التنمية المستدامة والكفاية والرفاهية والعدالة.
الناس لا تأكل تصريحات وخطب وبيانات، ولا تشفى من أمراضها بالنيات، ولكنها تحتاج لعقول سياسية واقتصادية تحقق لها تطلعاتها في معيشة كريمة وحياة هانئة وآمنة.. ومستقرة.
نحن ندعو الفريق “قوش” إلى المزيد من الجهد في كل الاتجاهات داخلياً وخارجياً، لأن شعبنا يستحق معاشاً أفضل مما هو عليه، فقد صبر كثيراً، وتطاولت معاناته، فافتحوا البلد نحو تحالف (اقتصادي) كبير مع مصر ومع غيرها، يتجاوز مربع التاكتيات والمؤامرات الصغيرة التي أهدرت طاقاتنا ومواردنا وضيعت أوقات شعبنا.