شهادتي لله

حظر استيراد (الفول).. تجويع الشعب !!

لماذا قرر وزير التجارة الخارجية، وقف استيراد (الفول المصري) القادم إلى بلادنا من دول عديدة؟ – للعلم ليس من بينها جمهورية مصر العربية – فالاسم فقط (فول مصري) لكن الشركات في السودان تستورده من بريطانيا، الصين، إثيوبيا، تركيا ودول أخرى، إذن لماذا حظر وزير التجارة استيراده ؟!
هل لأن إنتاجنا المحلي يكفي حاجة الاستهلاك ؟ هل القرار يصب في خانة الشعار الوهمي (دعم الإنتاج وتشجيع المزارع) ؟!
ربما لهذا السبب أو ذاك، ولكنهما – السببان – لا يبرران منع استيراد (الفول).. وجبة الطعام الرئيسية للسواد الأعظم من الشعب السوداني (الفضل) .
ولنطالع الأرقام ونتابعها لنعرف أن هذا القرار وراءه لوبيات مصالح و(فساد) تستهدف شعبنا المسكين وتقسو عليه، لترفع قيمة طلب الفول من (5) جنيهات إلى (15) جنيهاً ثم إلى (35) جنيها، وأكثر في بعض المحلات !!
ماذا تبقى للشعب ليأكله، إذا كانت لوبيات الفساد تمارس ضغوطا على جهات عليا بالدولة، بمبررات واهية وشعارات كذوبة، فتأمر وزير التجارة بوقف استيراد الفول؟!
الفول (الانجليزي) المزروع في سهول بريطانيا – مثلا – يصل الخرطوم عابرا بحارا وموانىء بعد أن يتم تنظيفه من الحصى بماكينات كهربائية حديثة ثم يعبأ في جوالات راقية زنة (25) كيلو جرام، ليباع في أسواق الخرطوم ب(700) جنيه للجوال الصغير، أي (2800) جنيه (ألفان وثمانمائة جنيه) لعبوة (100 كيلو جرام) .
أما الفول المزروع في السودان في حواشات السودان، حبته كبيرة، ولكن الجوال زنة (80) كيلو وأقل، سعره اليوم في الخرطوم (6200) جنيه (ستة آلاف ومئتي جنيه).. أي أن الـ(100) كيلو قيمتها (7750) جنيها.
فرق السعر بين الفول الإنجليزي والسوداني (5000) جنيه (خمسة آلاف جنيه في عبوة الـ100 كيلو).. أي (50) جنيها في كل كيلو فضلا عن أن الفول الانجليزي لا يحتاج لتحضير بالماء يستغرق ساعات طويلة .
أي حكومة واعية وعاقلة ووطنية يمكنها أن تتخذ مثل هذا القرار المجحف في حق غالبية الشعب السوداني أكلة الفول ؟!!
لا ينبغي أن نشجع الإنتاج في ما يتعلق بالسلع الاستهلاكية وقوت المواطن .
شجعوا الإنتاج لسلع الصادر.. السمسم.. الكركدي.. عباد الشمس.. القطن.. فول الصويا.. الصمغ.. الثروة الحيوانية، ولكن لا تشجعوا (احتكار) السوق بمنتجات باهظة الثمن، فقط لأنها (سودانية) .
افتحوا استيراد أي سلعة غذائية.. أرخص من المنتج المحلي وخفضوا رسوم جماركها.
أتريدون أن تجوعوا الشعب بعد أن أفقرتموه ؟!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية