مسألة مستعجلة

ولا عزاء لمن تضرر من أي آثار سالبة للبنايات

نجل الدين ادم

في خضم الطفرة العمرانية الممتدة في ولاية الخرطوم تقع أعيننا على بعض البنايات العالية التي يتضرر المارة من جراء انعكاسات الأشعة والأضواء الصادرة من الطلاء أو المواد المعدنية التي يكسى بها جدران البناية، فتقع على العين بشكل مؤلم وقاسٍ، ليس عمارة واحدة أو اثنين بل لا تكاد تمر في اليوم بعدد من شوارع الخرطوم إلا وتشهد هذا المنظر المؤذي، خصوصاً وإن العين هي المتضررة الأول ولا يهم صاحب البناية العالية سوى الصورة الجمالية التي ترتسم من جراء الطلاء أو الكسوة المعدنية، والأغرب في الأمر أن هناك شروطاً وتصاديقاً للبناء، تراعي الحق العام والخاص على السواء عند الشروع في عمليات البناء، ولكن في مثل هذه الحالات التي أثرتها تتحطم الشروط، ووزارة البنى التحتية بالخرطوم تقف متفرجة، والمواطنون يتآذون مما يعتبره البعض طفرة وبناء ساحر وأخاذ.
لا أعرف ما إذا كانت الوزارة تلقت شكاوى من هذا القبيل أم لا ؟
الكثير من المواطنين تضرروا والدائرة تتسع يوماً بعد يوم ولا حياة لمن تنادي.
في سنوات سابقة كانت الوزارة حريصة على أمر المباني بكل ما تحمل من تفاصيل، حتى أنها اشترطت عمل سياج واقٍ لأية بناية تحت التشييد، حماية للمارة من بني البشر أو المركبات، وكان ذلك بمثابة صورة مشرقة، أما اليوم فلم تعد هذه الميزة التأمينية موجودة، كل ما يهم الوزارة حسبما بدى لنا هو رسوم التصديق ولا عزاء لمن يتضرر من أي آثار سالبة من جراء تشييد هذه العمارات الشاهقة.
اتمنى أن تلتفت وزارة البنى لمثل هذه التجاوزات المعمارية حتى لا يعتقد الناس أن المال هو الذي يغطيها، أنا متأكد لو أن الوزارة شكلت لجنة لمراجعة مثل هذه الملاحظات فإنها ستدرك حجم تجاوز المهندسين وأصحاب العمارات، كذلك أتمنى أن تحافظ الوزارة على إرثها التنظيمي في عملية الحماية وجودة التنفيذ، وعدم تضرر المارة من مخلفات المباني التي تبدو واضحة وبائنة حتى في وسط الخرطوم ولا أحد يسأل عنها، فلو أرادت الوزارة رسوم تجاه التجاوزات فإنه ليس هناك من تجاوزات أكثر من تلك، أشرت ونبهت إليها.
والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية