} عودة “سعد الدين حسن” إلى النيل الأزرق خلال هذا الشهر الكريم عبر برنامج (الليلة في سيرتك) وأعادت للشاشة الزرقاء ألق سهراتها خلال عهدها الأول.. كما أعادت للأذهان روعة (سهران يا نيل) التي كانت تمنح الناس المتعة والراحة والمعلومة والترفيه.. و”سعد” بثقافته وحضوره القوي وتلقائيته التي صيرته أحد أهم نجوم التقديم البرامجي مؤخراً لم يخفت سطوع نجمه بعد ابتعاده عن النيل الأزرق شأن “نسرين سوركتي” و”تسابيح خاطر” و”شهد المهندس” وغيرهن.. لم يشعر الناس أن “سعد” فقد شيئاً في رحلة مغادرته وعودته إلى الشاشة الزرقاء.. لأنه (قوي جداً معرفياً وإعلامياً).. وهذ القوة حصنته ضد تلاشي نجوميته وفقدان بريقه.. وعندما يجتمع “سعد” مع “ياسر عركي” وقتها ستتوقف أرجل البرامج الأخرى (على فد رجل).. فالاثنان قادران على صناعة (أمر مختلف تماماً).
{ “محمد عثمان”
} عاد “محمد عثمان” إلى حيويته البرامجية من جديد عبر برنامج (المايسترو).. عاد إليها بعد أن فقدها كثيراً بتجواله في برامج لم تضف له كثيراً.. لأن “محمد عثمان” في الأصل هو مذيع برامج منوعات.. تعثرت خطاه في برامج أخرى توثيقية واجتماعية وغيرها، لكنه عاد إلى (كاره القديم) الذي برع فيه عبر النيل الأزرق.. والقبول الكبير لـ”محمد عثمان” وخفة ظله هي صفات يندر وجودها الآن.. عليه استثمارها وعدم (تشتيت) موهبته في برامج قد تخصم منه كثيراً.
{ “جدية عثمان”
} رغم أنها تعدّ من أقدم المذيعات الآن في القنوات الفضائية، إلا أن “جدية عثمان” لم يظهر أثراً لكل الخبرات التراكمية التي حازتها في العمل عبر عدد من القنوات المحلية والعالمية.. “جدية” في برنامج (يلا نغني) متكلفة، تفتقر للتلقائية.. لم تستطع أن تخلق بينها والمشاهد إلفة ويشعر المتابع للبرنامج الترفيهي أنها تقدم برنامجاً سياسياً صارماً.. كما أن مطربي البرنامج من (الفئة الثالثة) في بورصة المطربين.. ربما البرنامج (المعسم) يتسق تماماً مع أغلب برامج فضائية الهلال التي هي في غالبها خليط من (الربكة) و(العشوائية) و(إعادة تدوير برامج الفضائيات الأخرى).
{ “بركية” و”سوزان”
} رغم ضعف قناة الهلال إلا أن برنامج (مسارب الروح) التفاعلي الذي تقدمه المذيعة “سوزان سليمان” ويغوص في حياة البسطاء ويعمل على مساعدة بعضهم في كثير من الأحيان يعدّ من الإشراقات الجيدة، إلا أن أكثر ما يعيب البرنامج هو استماتته في الترويج لـ”الكاردينال” (مالك القناة) بما يمنه على هؤلاء المساكين.. ولولا التفاعل الحقيقي الذي تظهره مقدمة البرنامج “سوزان سليمان” لافتقر البرنامج لرسالته الحقيقية.
وفي الشروق تجاهد المذيعة “إيمان بركية” لتقديم برنامج (مع كل الود والتقدير) لتوصيل رسالة البرنامج الإنسانية منذ تأسيسه والذي استمر على نهجه عدة سنوات.. وكانت بالتالي “بركية” أحد الدعومات القوية التي ساعدت في أن يواصل البرنامج تميزه المطلق في الشروق لهذا الموسم.
{ “طه سليمان”
} لم ينجح “طه سليمان” في أن يقدم نفسه كمقدم برامج ناجح رغم منحه الفرصة سنوياً من قبل إدارة النيل الأزرق.. “طه” يتشبث كثيراً بصفة (مقدم برامج).. وهو جلباب (أوسع) كثيراً من إمكاناته الإعلامية (الضيقة).. وخلال ظهوره الأخير عبر برنامج (استديو 5) أثبت فرضية تواضع قدراته الإعلامية بشكل واضح.. “طه” يتخلى عن ميزته الأساسية كمغنٍ ناجح ومثير للجدل ليهدر طاقته في جوانب أخرى لن تضيف له كمغنٍ شيئاً، لكنها بالمقابل ستقلل فرص تطوير تجربته الغنائية كثيراً.. لأنه يهمل موهبته الأساسية ويضيع أكثر جهده ووقته في البحث عن أراضٍ جديدة استعصت عليه.
} مسامرة أخيرة
إن شاء الله يا بلدي المعمر بالعشم
من سف خيرنا يتفو مح
إن شاء الله لا فاق لا نصح
وإن شاء الله لا مسا لا صبح
“حميد”