أخبار

نظرة ثانية..

محمد إبراهيم

*تلفتت عيني.. في شوارع الخرطوم قبل رمضان لعلي ألمح ملصقاً إعلانياً لحفل غنائي لفرقة عقد الجلاد الغنائية مثلما درجت في كثير من المواسم الرمضانية السابقة، ولكن بصري ارتد إلى خاسئاً حسيراً..
*وعقد الجلاد التي استطاعت الصمود كثيراً في وجه أعاصير الخلافات التي هددت وجودها طوال السنوات السابقة واستطاعت الخروج منها بأقوى مما كانت، بدا أنها في هذه المرة تعاني بشدة.. نعم تعاني عقد الجلاد لأن خلافاتها في هذه المرة ارتبطت بفكرة بقائها ومشروعها الغنائي الذي حادت عنه بالغناء للاتحاد الوطني للشباب السوداني وأسفر عنه توقف قائدها شمت محمد نور عن المشاركة معها..
*كل خلافات الفرقة سابقاً ارتبطت بخروج (أشخاص)..ولكن في هذه المرة كان الخروج لـ(الفكرة) ذاتها..لذا يبدو صعباً للغاية عودتها إلى مسارها الحقيقي..
*وهذه المرة لم تتلفت (عيني)..بل (تلفت قلبي) حسرة على مآلها..
*السر قدور مقدم برامج لا يضاهي في تقديم المتعة والترفيه والمعلومة وسلاسة مخاطبة كل الأجيال..ولهذا يبدو قدور جالساً في عرش التقديم البرامجي الترفيهي التوثيقي لأكثر من 12 عاماً..وهو ربما أطول المقدمين الناجحين لبرنامج واحد في تاريخ القنوات السودانية..
*قدور استجمع كل خبراته في الشعر والمسرح والتمثيل والغناء والكتابة والنقد الفني و(خلط) كل هذه المواهب ليهب الناس (أغاني وأغاني)..فأصبح (سر) نجاح (أغاني وأغاني) في (السر)..
* في حلقة أمس الأول كان قدور نجمها الأول بقدرته الفائقة في ايصال المعلومة بخفة دم ولطافة (غير متكلفة)…وهو ما ينقص كل مقدمي البرامج السودانية..فالموهبة منحة ربانية لا تستجلب… وأظن أنه كلما تقدم العمر بـ(قدور) كلما منحته الأيام (سرها الباتع) في التعتق والتميز…كأنه الخندريس..
* سلمى سيد مقدمة برامج برتبة (أديبة).. (سلطنتها) في التقديم البرامجي تضعها في مكان بعيد للغاية من أقرب مذيعة أخرى.. وبون شاسع تتركه في كل موسم برامجي بينها والآخرين… وعندما تجتمع سلمى مع عصام محمد نور (راهب الأغنية) فإن الناتج سوف يكون عصياً على المتأخرين الإتيان بمثله…
* رغم تباين الأصوات الغنائية المشاركة في (فن زمان) وضعف بعضها إلا أن (سلمى) و(عصام) قادران على إحداث الفارق..
* من يريد أن يستمع إلى غناء (ماتع)..ويشحن أرودته بطرب معافى… مافيهو (شق نشاذ) ولا (طق ضعف) فأنصحه باللجوء إلى صوت أحمد شاويش ..وشاويش الذي ارتبط اسمه بشهر رمضان من خلال تقديمه (تتر) عدد من المسلسلات الإذاعية، إلا أن القنوات تخاصمه..تخاصمه بتعمد غريب رغم أنه يملك من الإدهاش والتطريب العالي ما لايملكه نصف المطربين المشاركين في كل برامج القنوات السودانية مجتمعة…
*عجبت حقاً لبرامج (تجرب المجرب) قليل الموهبة ..وتتجاوز عن مغنيين حقيقيين امثال شاويش وزولو ومجزوب أونسة ووليد زاكي الدين وعادل مسلم ..
*(المايسترو) برنامج قوي يقدم فن الغناء بشكل مختلف.. يهتم بالأعمال الخاصة للمطربين الشباب..ولكن مشكلته الأساسية أنه يعيد تقديم عدد من الفنانين أكثر من مرة..كما أنه لا يمنح المطرب الشاب زمنا كافياً لتقديم أعماله..إذا خفف محمد عثمان من الثرثرة قليلاً..واهتم بمناقشة تلك الأعمال وابتعد عن مناقشة أي موضوع آخر يمكن أن يتحول البرنامج إلى مشروع متكامل وتتوسع فكرته والمشاركين فيه…

.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية