شهادتي لله

ملف (الخرفان) .. والخليفة (االمدني)!!

– 1 –
{ كشف أحد تجار المواشي ومنتجي (الضأن)، خلال برنامج بثته قناة (الشروق) أمس الأول، إن اجمالي الرسوم والجبايات المفروضة على (الخروف) الواحد لا تتجاوز (6) ستة جنيهات فقط على الرأس، من أي منطقة من مناطق الإنتاج بالولايات وحتى وصوله إلى “الخرطوم”!!
وعزا التاجر ارتفاع أسعار الخراف إلى إغراءات (المصدرين)، حيث يتراوح سعر الخروف (السواكني) في دول الخليج من (100) إلى (160) دولاراً..!! المتحدث كان واضحاً عندما قال: (إذا كان ناس الصادر بشيلو مني الخروف من محلو “بألف جنيه”.. البخليني أجيبو الخرطوم وأبيعو أرخص من سعر الصادر.. شنو؟!)
{ إذن انكشف القناع، وظهرت الحقيقة أوضح من (عين الشمس)!! المسألة ليست (تكلفة إنتاج).. ولا أزمة مراعي.. ولا تكلفة ترحيل.. ولا رسوم حكومية وجبايات محلية!!
الحكاية أن تجار صادر الثروة الحيوانية يبيعون الخروف.. وكيلو (اللحم) السوداني في “مصر”، و”السعودية” أرخص منه في “الخرطوم”!! بينما لا تزيد عائدات الصادر عن ثلاثمائة مليون دولار، لا تساوي شيئاً في الموازنة العامة!!
{ وإذا كان الخروف سعره في “جدة” مئة دولار، فهذا يعني أن سعره – وفق سوق العملات السوداء – يساوي (ستمائة جنيه سوداني لا غير)!! لاحظ أن الخروف وصل “جدة” بعد رحلة طويلة من مواقع الإنتاج في كردفان، ودارفور، حتى بلغ (البواخر) في ميناء بورتسودان أو سواكن، ثم انتقل عبر البحر الأحمر بتكلفة إضافية مقدرة، ورغم ذلك فإن سعره لا يتجاوز (100 – 140) دولاراً في “جدة”!!
{ وإذا كان الخروف (السوداني) – ود القبائل – يصل إلى دولة الكويت في قارة آسيا، عابراً البحر الأحمر، والمحيط الهندي والخليج العربي، بسعر (160) دولاراً، فهذا يعني أن سعره يعادل – حسب أعلى سعر للدولار في السوق السوداء – (960) جنيهاً سودانياً لا غير!!
فما هي الأسباب التي تجعل هؤلاء النهّابين يبيعون (الخروف) في أسواق الخرطوم، وأم درمان وبحري (بألف جنيه).. بل (وألف خمسمائة جنيه).. وهو أصغر حجماً وأقل وزناً من خرفان الصادر بالتأكيد!!
{ وما هي الأسباب التي دعت (اتحاد عمال) ولاية الخرطوم إلى عرض الخروف بسعر يزيد عن (ألف جنيه) وبالتقسيط، بعد توفير (الكاش) من أحد البنوك للشراء من المنتجين مباشرة في كردفان؟!!
{ ما دام أنهم وفروا (التمويل) فالأولى أن يصل (الخروف) للعاملين – وبالكاش – بسعر لا يتجاوز (ستمائة جنيه) استناداً إلى الحسابات أعلاه، علماً بأنهم اشتروا نحو (40) ألف.. أربعين ألف خروف!!
{ لكنهم ارادوا أن يدفعوا أكثر، ويثقلوا كاهل العمال بأقساط لا نهاية لها، في وقت لم يسددوا فيه بعد أقساط (كرتونة رمضان)!!
{ نحن في بلد بلا ضابط، ولا رابط ولا مسؤولية، الكل تتداخل مصالحه مع (السوق)، تنفيذيين صغار وكبار، ونقابيين، وسماسرة، وموظفي بنوك… و… و(جبانة هايصة) وفساد لا حد له.. ولا حدود!!
{ أما (جمعية حماية المستهلك)، فإنها (لا) تحسن خططاً، ولا تجيد (ضغوطاً) سوى (الجعجعة) في المنابر!! ألا تعرفون أن مثل هذه (الجمعيات) في أوربا وأمريكا أقوى من (اللوبي الصهيوني)؟!
{ كيلو اللحم (السوداني) في “القاهرة” و”جدة” أرخص منه في “الخرطوم”.. فهل هناك عملية (فساد) وإفساد علنية أكبر من هذي؟!
{ فقط.. لأن سعر الخروف في الخارج (بمئة دولار).. يصبح (كيلو اللحم) في (جزارات) الخرطوم – وقبل الأضحية – بأكثر من (خمسين جنيهاً)!! هل من (لصوصية) و(نهب مصلح) أوضح من هذا النهب؟!
– 2 –
{ في العام (2015) ستكون مدة حكم (العسكريين) في السودان منذ الاستقلال في العام 1956، (49) عاماً.. (تسعة وأربعين عاماً).. تفصيلها كالآتي: (6) سنوات للفريق “إبراهيم عبود” ومجلسه العسكري.. رحمهم الله، و(16) عاماً للمشير “جعفر نميري” رحمه الله، و(عام واحد) للمشير “سوار الذهب” ومجلسه العسكري – متعهم الله بالصحة والعافية – و(26) عاماً للمشير “عمر البشير” في العام (2015) موعد نهاية دورته الانتخابية.. أي أن المجموع (49) عاماً من مجموع (59) عاماً!!
{ في المقابل حكم (المدنيون).. أقل من (10).. عشر سنوات فقط.. تنقص ولا تزيد!!
{ العدالة.. والديمقراطية.. والتطورات السياسية في العالم من حولنا من مصر إلى تركيا.. تفرض أن يكون رئيسنا القادم (مدنياً) يفوز في انتخابات ديمقراطية كاملة الشفافية.. ولا أزيد يا “محمد لطيف”!!
{ بالله كيف يدعي بعض الصحفيين والكتاب أنهم ديمقراطيون.. وليبراليون.. و(بتاعين حقوق إنسان وحريات أربعة.. وأربعين.. ومنظمات وأمم متحدة و…)!! ثم لا يخجلون وهم يتحدثون عن دور المؤسسة العسكرية (الأهم) في اختيار (الخليفة)!! سبحان الله.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية