تفاصيل الإنفجارات التي هزت الـخرطوم
روعت الخرطوم منتصف ليلة أمس بدوي انفجارات هائلة متتالية وارتفاع ألسنة النيران فوق مجمع اليرموك العسكري ، لتُرى على مساحة واسعة من مدن العاصمة ، ما أحال الليل نهاراً ودفع آلاف المواطنين إلى الخروج مذعورين من بيوتهم في أحياء وامتدادات جبرة ، الكلاكلة ، الشجرة ، أبو آدم ، الأزهري ومايو ، جنوب الخرطوم.
وشاهد المواطنون من على أسطح المنازل كتلة النارالممتدة تغطي السماء على بعد عشرين كيلومتراً في بعض أحياء أم درمان و مناطق متفرقة في شرق وغرب ووسط الخرطوم . وهب وزيرا الدفاع والداخلية ووالي الخرطوم وعدد من قيادات الدولة الأمنية بعد أقل من ساعة من الإنفجارات إلى موقع الحريق الذي تسبب في خسائر مادية كبيرة بمصنع اليرموك للذخيرة بالمنطقة الصناعية الجديدة جنوب جبرة . وقالت القوات المسلحة في بيان أصدره عند الثانية والنصف صباحاً الناطق الرسمي العقيد الصوارمي خالد سعد إن الإنفجار وقع في أحد مخازن الذخيرة بمجمع اليرموك الصناعي ، وقد أدى إلى اشتعال وامتداد النيران إلى منطقة مجاورة تكثر بها الحشائش والأشجار مما ساعد على زيادة مساحة النيران . وأكد الناطق الرسمي أن قوات الدفاع المدني التي خفت بسرعة إلى المكان احتوت الحريق .
وأوضح بيان الناطق الرسمي أن التحقيق والتحري جار لمعرفة أسباب الإنفجار،
كما يجري العمل على حصر الخسائر المادية والبشرية ، وختم بالقول : ( سنفيد عاجلاً بأي تفاصيل يتمخض عنها الموقف ). وكان والي الخرطوم قد أكد في تصريحات للفصائية السودانية من موقع الحدث أنه لا توجد خسائر بشرية والحمد لله جراء الإنفجار . وسألت ( المجهر ) المتحدث باسم القوات المسلحة عن احتمالات وقوع عمل تخريبي أو اعتداء على المجمع ، فقال : ( لا نستطيع حتى الآن أن نجزم أو لا نجزم بأن هناك عمل تخريبي ، فالتحقيق يجري على أعلى المستويات و وزيرا الدفاع والداخلية يتواجدان بالموقع ) .
وراجت أقاويل وسط مواطنين يقطنون حول امتداد جبرة بأن البعض رأى طائرة تحلق فوق المنطقة قبل وبعد الإنفجار ، فيما تطايرت أجسام من مجمع اليرموك إلى المصانع المجاورة ، وتضررت مجموعة المطبعة الدولية- أكبر مطابع الصحف بالسودان- من الحادث ، حيث سقط سقف قسم من المطبعة ، وفر العاملون ومراقبو الصحف وخفراء المصانع المجاورة من المكان اتقاء تطاير الأجسام المشتعلة . وانتقلت ( المجهر ) وصحف أخرى إلى مطبعة بديلة تابعة للقوات المسلحة ببحري عند الخامسة صباحاً .
وتشير ( المجهر ) إلى أن انفجارات مماثلة هزت وسط الخرطوم في العام 2007 وانتقلت قذائفها إلى مدن العاصمة المتفرقة ،عندما انفجرت ثلاث شاحنات محملة بالذخيرة جوار سلاح الأسلحة بالخرطوم .