مسألة مستعجلة

عندما يجتمع أهل القبلة

نجل الدين ادم

تشرفت أمس بتلبية دعوة هيئة علماء السودان لإفطارها السنوي، وقد اختارت له عنوان (إفطار أهل القبلة)، حيث شرفه وزير الدولة بوزارة الإرشاد والأوقاف “أحمد عبد الجليل الكاروري”.
الإفطار لم يكن مجرد احتفاء سنوي أعتادت عليه الهيئة، ولكنه مثل معاني عميقة، وقد حضره ممثلون عن كل الجماعات الإسلامية من الصوفية وأنصار السُنة والوسطيين وغيرهم، جاءوا جميعاً تحت راية أهل القبلة، كما اختارت الهيئة في تكوينها، وفعلاً هي هيئة علماء السودان، فهي بمثابة وعاء جامع.
الهيئة رغم أنها هيئة شعبية إلا أنها اكتسبت قوتها من تكوينها من كافة هذه الجماعات وقبول كل من منهم بالآخر، يتفقوا فيما توافقوا عليه ويتركون ما اختلفوا حوله، هكذا ديدن هيئة علماء السودان، والتي أعتادت على تقديم الفتوى والإرشاد والنصح، عبر أبوابها المشرعة، الكثيرون يعتقدون أنها واحدة من واجهات الحكومة، لكن واقع الحال أن الهيئة تجتهد من إمكانياتها الذاتية لتقدم خدمة لأهل القبلة وكل مسلم يقصدها.
توقفت عند حديث وزير الدولة “أحمد الكاروري” في الإفطار وقد طالب العلماء بتقديم النصح للحكومة، وذلك لعلو مرتبة العلماء، (إنما يخشى الله من عباده العلماء)، الوزير عضد على الأدوار التي تطلع بها هيئة علماء السودان وما تقدمه من مشورة للحكومة في كثير من القضايا.
سعدت أن اجتمع مع أهل القبلة في مائدة إفطار عززت روح التآلف والإخاء.
أحسست أن الهيئة بتكونها هذا يمكن أن تقدم المزيد من الخدمة للمجتمع الإسلامي، وإنها تدخر طاقات لعلماء أفذاذ، لذلك فإن من أوجب واجبات الحكومة أن تقف إلى هؤلاء العلماء وتقدم لها يد العون والمساندة، لكي يفيد المجتمع المسلم، طاقات العلماء وفكرهم يحتاج أن يتنزل عبر البرامج المختلفة، لذلك من الضروري أن تستفيد الدولة من هذه الطاقات البعيدة وتترجمها في شكل برنامج عمل.
شكراً سعادة البروفيسور “محمد عثمان صالح” رئيس هيئة علماء السودان، وأنت تجمع أهل القبلة في هذا الإفطار الاستثنائي، شكراً بروفيسور “إبراهيم الكاروري” الأمين العام للهيئة، وأنت تجتهد دوماً على هذا التلاقي السنوي، شكراً لجميع أعضاء الهيئة من السادة العلماء.
والله المستعان.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية