مسألة مستعجلة

ويمنعون الرخص الشرعية!!

نجل الدين ادم

لفت نظري أمس الخبر الذي أورده مراسلنا الصحافي بولاية جنوب دارفور، وينشر في هذا العدد، بأن معتمد محلية نيالا شمال أصدر أمراً محلياً بمنع العمل في المطاعم والكافتيريات والمقاهي نهاراً في شهر رمضان، ولم ينسَ المعتمد أن يلوح بالعقوبات الصارمة، وتغريم وإغلاق المحال لمن يخالفون,
في أوقات سابقة كانت الخرطوم أكثر تشدداً في مسألة عمل المطاعم في رمضان ولكنها تراجعت رويداً رويداً، إلى أن توصلت إلى أن هناك أصحاب ظروف خاصة أكثر حاجة لهذه المطاعم، لذلك جاء الاستثناء بالتصديق لبعض المطاعم للعمل لسد حاجة من لا يتوجب عليهم صوم شهر رمضان، معتمد نيالا شمال لم يترك مجالاً لأي استثناء، بل لوح بالوعيد، قد يقول قائل إن ولاية الخرطوم ليس كسائر الولايات نسبة لاحتضانها كافة ألوان الطيف السوداني والسحنات واللهجات والديانات، ولكن نقول إنه لا يوجد أحد يشكك في أن دارفور مسلمة بنسبة مية بالمئة، ولكن مؤكداً أن هذا ليس جواز عبور لتطبيق مثل هذه الأوامر المحلية، لأن هناك من هم مرضى وأصحاب ظروف وجميعهم يملكون رخصة شرعية، فهل يصح أن نمنع الرخصة التي منحها الله لأصحاب الظروف الخاصة، لنأتي بأسباب ومبررات غير منطقية.
هذا القرار لا علاقة له بالتدين والإسلام، بل له علاقة بسوء التقدير، لن يصفق الصائمون للسيد المعتمد على خطوته هذه، لأنهم يعلمون أن هناك من الرخص الشرعية التي لا تقبل القسمة على اثنين.
التمسك بمثل هذه القرارات يعيدنا إلى الوراء كثيراً في مسائل الحقوق والواجبات.
ينبغي على السيد معتمد نيالا شمال أن يعيد القراءة في قراره الذي أصدره، ليس بمظاهر الإيمان وحدها بل تعظيم القيم الإنسانية، السيد المعتمد لا بد لنا أن نعظم ونعلي من قدر كل من هو ملفت أو مؤثر.

مسألة ثانية.. يبدو أن قرارات رئاسة الجمهورية، بوقف إفطار الرئاسة الذي كانت تقيمه سنوياً بساحة القصر الجمهوري أثرت سلباً في ظهور المئات من القروبات في عمل إفطارات جماعية وغيرها، المؤسسات الخاصة نشطت هذا العام كغير العادة وتلاحظ انتشار هؤلاء بنسبة أكبر.
التحية لرئاسة الجمهورية وهي تحث بصورة غير مباشرة المنظمات والفعاليات على المضي قدما في الإحساس بالآخر لإرثاء معنى إنسانية سامية، قرار الرئيس حقق أهدافه ونأمل في أن ينبسط بذات الطريقة.
والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية