المشهد السياسي
أنهت قمة التعاون الإسلامي في أسطنبول التركية أعمالها يوم (الجمعة) الماضي، وأصدرت بيانها الختامي، فالقمة التي دعا لها الرئيس التركي “أردوغان”، جاءت بعد أن فقد الصبر من الاعتداءات الإسرائيلية على حقوق الفلسطينيين الإنسانية وممتلكاتهم، ثم اتباع الرئيس الأمريكي (ترمب) قرار نقل السفارة للقدس بالتنفيذ العملي في الرابع عشر من هذا الشهر (مايو 2018م).
في ضوء ذلك كانت دعوة الرئيس “أردوغان” لقمة التعاون الإسلامي الطارئة المذكورة – والرئيس التركي بطبعه رجل مبادرات ورفضاً للتجاوزات والاعتداءات.. وكانت تلبية الدعوة من كثير من الدول الإسلامية ممثلة في رؤسائها وملوكها وأمرائها وممثليهم ومن قام مقامهم.. رغم التقاطعات والمفارقات المعلومة في المجموعة العربية والإسلامية بشكل عام.
ولعل من أهم ما يذكر هنا أن القمة الطارئة في بيانها الختامي قد أوردت حالة شأنه وخصوصيته في الشأن الفلسطيني، العربي والإسلامي مما أعطى القمة الطارئة خصوصيتها هي الأخرى، إذا بالإشارة إلى قرار الرئيس الأمريكي ونقل سفارته إلى القدس، وهو أمر حرج وغير مقبول، جاء في البيان تحذير أية دولة من أن تحذو حذو الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها “دونالد ترمب”. وذلك أمر صائب وصحيح وله ما يبرره ويسنده فالقرار بنقل السفارة لم يكن مقبولاً أمريكياً ولا عالمياً كما تقول الوقائع.. ذلك أنه:
أولاً: عزز من اعتداء الدولة العبرية على الأرض الفلسطينية ولم يعترف بخصوصية القدس محل احترام كل الأديان.
ثانياً: قضى على عملية السلام والتفاوض الجارية بين الطرفين.
ومن ناحية أخرى حمل البيان الدولة الإسرائيلية كل ما حل بالفلسطينيين وأراضيهم من اعتداء على الحقوق بوسائل يدينها ولا يعترف بها القانون الدولي وحقوق الإنسان، ثم دعا إلى تأسيس لجنة من دول التعاون الإسلامي لمتابعة الأمر في مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ومنظماتها الأخرى بشكل عام.
وما يتعين أن نشير إليه هنا إضافة إلى دعم القضية الفلسطينية سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً ذكر البيان ضرورة دعم المواطن الفلسطيني أدبياً ومعنوياً ومادياً وإنسانياً فهو ليس في عزلة أو عدم اهتمام تستغلها إسرائيل في عدوانها المتكرر على المواطن الفلسطيني.
قمة التعاون الإسلامي الطارئة ورغم غياب بعض قادة الدول الإسلامية وملوكها تقول لمن يهمهم الأمر إن وحدة الأمة تظل باقية ولن تنال منها المؤامرات واستغلال الفتن وتقاطع المصالح، فالدول التابعة لمجموعة التعاون الإسلامي لم تغب بالكامل وإن غاب رموزها.
والمطلوب الآن بعد أن انفض سامر القمة أن يعمل البعض على جمع الكلمة ما أمكن لأن غياب الإجماع والتفاهم على ماهو مشترك يجعل الأعداء يحرصون على تحقيق مصالحهم عبر ذلك بل ومصالح العدو الذي يعمل على الفوز بالأرض والعرض والانفراد بالمقدرات الدفاعية والأمنية وغيرها، فالقمة الطارئة كانت خطوة مباركة ويجب ألا نفرط في نتائجها.