تابعت تدشين برنامج العمل الصيفي الذي يحظى باهتمام مباشرة من رئاسة الجمهورية، حيث احتضنته حاضرة ولاية غرب دارفور الجنينة، وكان للمكان خصوصية وكذا الحال للتوقيت ودارفور تخرج أثار حرب قضت على الحاضر اليابس.
الكل عول على أن اختيار الجنينة سيكون له كبير الأثر في إنجاح البرنامج لهذا العام، فحمل الاتحاد البعض من منسوبيه من الطلاب إلى هناك ليكونوا شهوداً وحضوراً حياً لتدشين البرامج والمشاركة فيه بفاعليه، لكن توقيت التدشين بحدث سياسي مهم غطى تمام على هذه الفاعلية وأفقدها طعمها، وصحافة الخرطوم تحمل في عناوينها أخبار إعفاء وتعيين وزراء وولاة في حكومة الوفاق الوطني، وتستمر تداعيات الحدث على مدى يومين هي الفترة المحددة لإنجاز مهام افتتاح موسم العمل الصيفي، لم أجد مبرراً يضع هذا النشاط السنوي في مرمى نيران الأحداث المهمة ورئاسة الجمهورية هي من ينظم ويرعى هذا العمل، يعني ببساطة كان بإمكانها تغيير مواعيد افتتاح الموسم لموعد آخر، وما زاد الطينة بلة هو تخلف مساعد رئيس الجمهورية، الدكتور “فيصل حسن إبراهيم”، عن تشريف الافتتاح، لتتسرب من بعد ذلك روح الإحباط وسط قاعدة وقيادات اتحاد الطلاب، وهم ينتظرون عاماً كاملاً للتعبير عن موسم جديد يحمل ما يحمل من رؤى مختلفة وأناس مختلفين.
أما الضربة القاضية فكانت أن تزامن الافتتاح مع إعلان أن والي ولاية غرب دارفور التي تحتضن منشط الطلاب بات خارج منظومة الولاة، ما أحدث حالة من الإرباك وقد أبلغني مراسلنا هناك كيف أن حجم التأثير كان كبيراً، سيما وأن الإحباط تسرب من أوسع الأبواب إلى نفوس أهالي الولاية الذين فرحوا باستقبال هذا الحدث المهم، وكيف أن التطورات السياسية هذه قلبت الموازين.
رئاسة الجمهورية، كرَّمت ولاية غرب دارفور، باختيارها لتدشين الموسم الصيفي، ولكنها أضاعت هذا المكسب بعدم الأخذ في الاعتبار للتطورات المتوالية السياسية منها وغير السياسية.
وكما أشرت فإن خصوصية المكان كانت هي الرهان الحقيقي لإنجاح الموسم الصيفي ولكن في ظل التغلب لم يعد هناك من خيرات رئاسة الجمهورية مطالبة أن تعوض الطلاب هذا الموسم عن ما أهدر من مكاسب بسبب الربكة التي حدثت.
الطلاب يحتاجون لقوة دفع حقيقية لمعالجة كل اختلال.
والله المستعان.