ولو تقدمت بـ (مئة شكوى)
{ إلى ماذا يسعى السيد “أحمد محمد هارون” والي جنوب كردفان بتقديمه شكوى ضد صحيفة (المجهر) لدى المجلس القومي للصحافة والمطبوعات التي سارعت (أمانته) ولجنته للشكاوى إلى استدعاء رئيس تحرير هذه الصحيفة، وخلال يومين من تقديم الشكوى؟!!
{ هل يسعى “هارون” إلى إرهابنا باستغلال منصبه الحكومي، وسلطته المتنفذة، بهدف لي أذرعنا، وكسر أقلامنا، وتكميم أفواهنا، حتى لا نستمر في حملتنا، وهي حملة حقيقية رغم أنف المتحدث باسم (المؤتمر الوطني) “بدر الدين أحمد إبراهيم” الذي طُلب منه الرد علينا، وتحذير و(تخويف) أصحاب الرأي السديد من القياديين والقياديات بولاية جنوب كردفان وعلى رأسهم السيدة الجسورة “عفاف تاور” رئيس لجنة الإعلام بالبرلمان، وذلك عقب زيارة قام بها الوالي “هارون” للمركز العام للمؤتمر الوطني، سبقتها زيارة (ليلية) إلى صحيفة (السوداني)، وشكوى (نهارية) ضد (المجهر) إلى مجلس الصحافة والمطبوعات!!
{ لن نتراجع عن رأينا ولو تقدمت بـ(مئة) شكوى وشكوى.
{ بالله عليكم.. انظروا إلى (هرجلة) وتخبط مؤسسات الدولة، متحدث باسم (الحزب) يحذر رئيس لجنة بالبرلمان – وإن لم يصرح باسمها – وهي مسؤولة عنه بسلطة الجهاز التشريعي وعن أداء جميع أجهزة الإعلام بما فيها مجلس الصحافة، وهي بدرجة وزير اتحادي، وفوق هذا وذاك هي (بنت) جنوب كردفان وصحابة (وجعة).. و(جلد ورأس) في (جبال النوبة) المنكوبة بهذا الوالي!!
{ يتحدث المتحدث “بدر الدين” بأن “أحمد هارون” وال (منتخب من الشعب)!! يا سبحان الله.. ألم يكن “عبد الحميد موسى كاشا” والياً منتخباً من الشعب في جنوب دارفور، عندما نقلته الرئاسة إلى شرق دارفور، فانتفض الشعب في “نيالا” وخرج في تظاهرات استثنائية عارمة ضد قرار المركز العام للمؤتمر الوطني؟!!
هل ستخرج تظاهرات مماثلة في “كادوقلي” إذا قررت الرئاسة نقل “أحمد هارون” إلى موقع آخر؟!! ننتظر الإجابة من الدكتور “بدر الدين” وأعضاء القطاع السياسي للمؤتمر الوطني.. والإجابة – على أية حال – معروفة للجميع.. القيادة والقواعد ورغم ذلك يكابرون.. ويغالطون.. ويتعاطفون!!
{ تم ضرب “كادوقلي” بالصواريخ أثناء انعقاد جلسات ما سُمي بالملتقى التشاوري للسلام بالولاية.. واستمر القصف لثلاثة أيام.. وكان لـ(المجهر) مراسل هناك سافر من قسم الأخبار بالخرطوم إلى هناك هو الزميل “متوكل أبو سن”، وظل المؤتمر منعقداً، والنساء تموت والأطفال.. و”هارون” يصر على استمرار ملتقاه (المضروب)!!
{ إذا كان السيد “هارون” وقد عمل من قبل (قاضياً)، حاكماً بالعدل بين الناس، يريد أن يرسل بشكواه تحذيراً لنا، فنحن نقول له إننا سنستمر في توجيه النقد لك ولغيرك، سواء رضي (المؤتمر الوطني) أو لم يرض، لأننا لا نكتب بالتعليمات، ولا نستجيب للأوامر، وأنت تعلم جيداً أننا كتبنا (رأياً) ولم نلفق حولك (شائعات)، ولم نتهمك بسوء في شخصك، ولم نطعن في أمانتك، ولا في شرفك، ولم نتسلل إلى حياتك الخاصة، بل طالبنا بإقالتك، لأن (التمرد) وصل في عهدك إلى قلب (عاصمة) الولاية، فماذا تبقى إذن لبقائك؟!!
{ اعلم يا سيادة الوالي، بأنه – والله العظيم ثلاثاً – ليس هناك أي شخصية (مركزية) تسعى للنيل منك، بل هي اجتهاداتنا ورأينا، ونحن أحرار في رأينا، ولهذا ندعوك إلى ترك الهواجس والظنون، فقبل سنوات تقدمت بشكوى إلى (جهاز الأمن والمخابرات)، وكنا حينها بصحيفة (آخر لحظة)، وتم (استدعاء) الزميلة “إخلاص النو” التي كانت مسؤولة عن تغطية أخبار وزارة العدل، والسبب كان اعتقادك الخاطئ بأن هناك من يتآمرون عليك من داخل وزارة العدل على خلفية تصريحات مسؤولين بالوزارة مفادها أنه تم (التحقيق) مع سيادتك بشأن مزاعم ودعاوى محكمة الجنايات الدولية، وقد كان الغرض من تلك التصريحات التأكيد على (قوة) و(استقلالية) الجهاز (العدلي) بالسودان لضرب خطة “لويس مورينو أوكامبو” الطاعنة في (القضاء) والنيابات في بلادنا.
{ لكنك كنت تظن – وبعض الظن إثم – أنها (مؤامرة)، مثلما تتوهم ذلك الآن!!
{ بقي أن تعلم أنني لم أر – إلا في الصور – ولم ألتق بالسيدة “عفاف تاور”، ولم أتلق اتصالاً ولا رسالة منها، طوال حياتي وحتى موعد كتابة هذا المقال!!