القاهرة بالبصات .. والفريق وزير الذهب !
1
عندما تتجول في أحياء وشوارع وسط القاهرة، أو (وسط البلد) كما يسمونها، ستكتشف أن الكثافة الثانية بعد المصريين في عدد السكان المقيمين والزوار، يمثلها السودانيون وليس غيرهم !!
هناك أحياء شعبية محددة بالقاهرة يشكل السودانيون فيها أكثرية على كل الجاليات العربية والأفريقية، مثل” عابدين”،” عين شمس”،” أرض اللواء “و”فيصل”. أما السياح للعلاج أو قضاء الإجازات فيتوزعون على أحياء أرقى من “المهندسين “و”الدُّقي “إلى” مدينة نصر ” و”مصر الجديدة”.
فتح المعابر البرية سهل الوصول لمصر عن طريق البصات، حيث كانت قيمة التذكرة من الخرطوم إلى القاهرة (وسط البلد) لا تتجاوز (500) جنيه، ارتفعت مؤخراً إلى (1200) جنيه، ورغم ذلك تغادر الحدود أكثر من (15) بصاً يومياً هذه الأيام، حيث تعود عشرات الآلاف من السودانيين قضاء شهر رمضان المعظم في القاهرة سنوياً !!
سهولة السفر عن طريق البر، ضاعف المشاكل التي تعاني منها سفارتنا في مصر، خاصة القنصلية العامة التي يقود العمل فيها الدبلوماسي النشط والمثابر الدكتور” عبد الحميد البشرى”، فكثيرا من الذين يصلون القاهرة بهذه الكلفة الزهيدة، يظنون أن قليلا من المال يكفيهم لقضاء أسبوع مثلاً، لكنهم يفاجئون بارتفاع في أسعار السكن والعلاج والمواصلات والمطاعم، فينقطعون، ولا ملجأ لهم غير القنصلية التي لا تتوفر لها ميزانيات مفتوحة لمعالجة كل الحالات .
أكثر من حالة صادفتني في القاهرة على هذا النحو، ولهذا على المسافر إلى مصر، أن يتدبر أمره ولا يغادر البلد ما لم يتحوط جيداً لتغطية فاتورة الرحلة بكامل منصرفاتها مع وضع مبلغ احتياطي للطوارئ والمفاجآت، فالأمر أكبر من تذكرة بص و (300) دولار !!
انتبهوا أيها السادة .
2
أطل علينا في ملحق تعديلات الحكومة اسم الفريق شرطة” محمد أحمد علي “وزيراً للمعادن، والقرار بعض من بشريات قليلة وسط ركام من الإحباط والفشل .
فالرجل من الكفاءات الشرطية والإدارية المميزة، وقد شهدت فترة قيادته لقوات شرطة ولاية الخرطوم إنجازات عديدة، وعاشت العاصمة في عهده استقراراً أمنياً، وسرعة في كشف كبريات الجرائم والقبض على الجناة، كما حدث في جريمة السطو الشهيرة على محل الذهب والمجوهرات بسوق أم درمان .
و لعل تعيين الفريق” محمد أحمد “وزيراً للمعادن يهدف إلى حماية الذهب المستخرج الذي ما تزال عمليات تهريبه مستمرة، حسبما ما يتواتر في الأخبار من ضبطيات لكميات متفاوتة منه عبر المطارات .
نثق في أن الفريق” محمد “سيحدث نقلة في هذا القطاع الحيوي، نرجو أن تشهد ولايته على الذهب والمعادن الأخرى فترة نماء في الإنتاج وحراسة لصادر المعادن الذي أصبح المورد الأول للنقد الأجنبي في ميزانية الدولة.