شهادتي لله

التعافي الوطني ثم الانتخابات

ما تفكر فيه أحزاب المعارضة بجدية أكثر هذه المرة، هو دخولها الانتخابات المقبلة في العام 2020 م بقوة وعزيمة ورؤية مختلفة. يبتدر هذا الاتجاه حزب المؤتمر السوداني وهو حزب شاب في قيادته وعضويته، وقبله كان رئيس قطاع الشمال (الجناح المنقسم) “مالك عقار” قد لوَّح بإمكانية دخول هذه الانتخابات .
وقبل يومين، أعلن زعيم حزب الأمة القومي رئيس تحالف (نداء السودان) الإمام “الصادق المهدي” أن مقترح خوض الانتخابات مدرج في قائمة أجندة الاجتماع المقبل للتحالف المعارض.
حسناً.. هو تفكير جديد خارج صندوق الشعارات والهتافات والمحاولات العسكرية والسياسية لإسقاط النظام.
صندوق الانتخابات هو الحل، والطريق الآمن إليه هو طريق التسوية السياسية الشاملة التي لا تحتاج لمفاوضات طويلة وعبثية تمتد لسنوات في عاصمة أجنبية عبر وساطات أجنبية، لتفضي إلى محاصصات جهوية وشراكات محدودة في السُلطة والثروة، حيث لم تعد هناك ثروة!!
الانتخابات وليس غيرها، هي الوسيلة الناجعة لتبادل سلس وسلمي للسُلطة لا يقصي حزباً ولا يبعد أحداً لم تدنه المحاكم .
قبلها يجب أن يغتسل الجميع من أدران الماضي وغبائن العقود الثلاثة بكل مواجهاتها ومشاحناتها وتصفياتها السياسية والمعنوية، لتنطلق بلادنا نحو مستقبل مشرق أكثر أمناً واستقراراً وتنمية ونهضة اقتصادية وتنموية.
يجب أن تترسخ القناعة بأهمية وحتمية التبادل السلمي للسُلطة عند جميع قادة الأحزاب والقوى السياسية، الحاكمة والمعارضة، حتى يشارك الجميع بروح وطنية عالية في حفظ بلادنا من مخاطر الاحتراب الداخلي والتشظي كما هو الحال الآن في ليبيا وسوريا واليمن.
(التعافي الوطني).. كان مشروعاً سامياً ومحترماً طرحه الشيخ الراحل “حسن الترابي” قبل انتقاله بنحو عامين، غير أن تفاصيله لم تتضح ولم يفصح عنها صاحب المشروع، فالمجال الآن أمام قيادة المؤتمر الشعبي للمضي قدماً في هذا البرنامج الوطني بالغ الأهمية.
نعم.. من غير تعافٍ وتراض.. لن يقبل أحد في السُلطة بتسليمها سلمياً عبر انتخابات، ومن غيره لن يطمئن معارض إلى دخول الانتخابات آمناً على نفسه وحزبه ومؤيديه.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية