{ تتعدد وسائل التواصل الاجتماعي وكثرة القنوات الفضائية وتناسلها بشكل يفتقر للمؤسسية والهدف، بالإضافة إلى انفتاح المجتمع على كثير من الحضارات الإقليمية والعربية أنتج (رزماً) من الذين يطلقون على أنفسهم (نجوماً)، ولكثرة استهلاك كلمة (نجم) و(لواكتها) على الألسنة وإطلاقها على أنصاف المواهب باتت تؤشر على (عقم) تقييمنا للأمور إجمالاً.
{ (نجوم) ملء الشاشات والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي.. يعتمرون بزتها اللامعة.. ينظرون للناس من علٍ.. يذمون شفاههم تبرماً حال قصدهم أحد لمصافحتهم أو لالتقاط الصور معهم.. (النجومية) في عرفهم هي حصد أكبر قدر من المعجبين حولهم، دون النظر إلى استحقاقاتها.. أو أن ينظروا إلى أنفسهم.. هل يستحقونها أم أنها مجرد عطاء تنزل عليهم بليل.
{ حوار صحفي.. أو فضيحة مهنية قد تنقل مذيعة مغمورة إلى مصاف النجوم.. وأغنية (سفح) قد تتكفل بأن تضع بعض أنصاف المغنين على بوابة النجومية دون أن يكونوا قد أتوا بفعل يوازي ما قدموه.. ولكن بالنظر إلى تلك (الفطريات) السامة التي تمتلئ بها حياتنا، نجد أن ثمة جهات معينة ساندت تناسلها وتكاثرها وتمددها.. إما بالدعم المباشر.. أو غير المباشر أو بغض الطرف عما يقدمونه من إسفاف يطلقون عليه (فن).
{ نعم تتعدد أشكال الدعم إما لموقف أيديولوجي أو غيره، فما معنى أن نجد مغنين لا يملكون حتى مبادئ الظهور ليكونوا ملء البصر.. فكيف نستطيع أن نهضم فكرة أن نجوماً أمثال “ميادة قمر الدين” و”مهاب عثمان” و”أفراح عصام” و”صباح عبد الله” سيتسيدون الساحة الغنائية في رمضان المقبل، بينما مطربين بوزن “علي السقيد” و”مجذوب أونسة” و”عبير علي” هم الآن خارج دائرة المنافسة والنجومية.. الأمر هنا معقد للغاية ولا علاقة له بالإبداع ولا بما يقدمونه من فن، وإنما أظنها مجرد توازنات تضعها الشركات الراعية التي تتحكم بقدر كبير في نوعية ما يقدم من برامج.
مسامرة أخيرة
أعتقد أن أغلب الشركات الراعية لهذا الموسم قد وقعت في (فخ) كبير لن تدرك أبعاده إلا بعد حلول الشهر الفضيل، بسبب انتقال أغلب القنوات السودانية لنظام البث الجديد (DVB-S2) الذي جعل مشاهدتها بأجهزة الاستقبال “رسيفرات” العادية مستحيلاً.. لتضيف هذه القنوات أعباءً مالية جديدة على كاهل المواطنين، حيث بلغ سعر جهاز استقبال القنوات الفضائية الذي يعمل بتقنية الـ (HD) الان نحو 1400 جنيه وهو ما يعادل تقريبا سعر (شوال سكر)، ومع حلول الشهر الفضيل فلا أظن أن الأسر سوف تغلب القنوات على الحصول على (شوال سكر) مع ظروف المعيشة الخانقة، ولهذا لا أتوقع أن تجد الإعلانات التي سوف يعلن عنها الرعاة عنها أي مشاهدة في أغلب القنوات، ويكونون بالتالي كمن (اشترى الترماي)