أخبار

مقتل ضابط!

حادثة مقتل النقيب شرطة “محمد عبد الله” والمساعد شرطة “جوهر الملك” صباح (الجمعة)، اهتز للجريمة البشعة الضمير الشعبي العام ووجدت الحادثة وتداعياتها اهتماماً واسعاً وسط السودانيين، بينما ردت فعل السلطات الرسمية لم يرق لأهمية الحدث من واقع تعقب القاتل على الأرض والفشل في القبض عليه حتى لحظة كتابة هذا المقال نهار أمس (السبت) أو غياب المسؤولين في وزارة الداخلية لحظة تشييع الشهيد بمقابر “أحمد شرفي” عشية (الجمعة)، وسط حضور كبير جداً لعشيرة الشهداء وزملائه من صغار الضباط وحادثة مقتل الضابط والصول “جوهر” في قلب مدينة الدبيبات عاصمة محلية القوز ولما لم يقرأ جغرافية السودان وشغلته المشاغل عن الإلمام بخارطة وطنه فالدبيبات تقع جنوب الأبيض مسافة (100) كلم وشمال الدلنج (56) كلم وهي أولى محليات جنوب كردفان من جهة الشمال. وحادثة مقتل الشرطيين وقعت صباح (الجمعة)، ولا تزال أسبابها غامضة وتمسك الشرطة عن الإفصاح بالأسباب التي دفعت مدير الشرطة بالمحلية النقيب “محمد عبد الله” والمساعد “جوهر” يتعقبون مطلوباً للعدالة وهم بملابسهم المدنية ويقود النقيب سيارة الشرطة وبدون سلاح للدفاع عن أنفسهم ويحصدهم رصاص جاني منتقم صب وابل من الرصاص سبع طلقات في جسد الشهيد “محمد عبد الله” ورصاصتين في عنق الشهيد المساعد “جوهر”.. وفر الجاني بسلاحه وهو يرتدي ملابس عسكرية ويخفي ملامح الوجه (بكدمول).
اسئلة عديدة تتناسل من واقع الحادثة.. ما الذي يجعل مدير شرطة محلية يقود بنفسه عملية للقبض على متهم؟ وهل وجدت الشرطة في سجلاتها ودفتر اليومية تسجيلاً لما قبل الحادثة؟ أم اتخذ الضابط قرار المطاردة والملاحقة دون كتابة ذلك في دفتر الأحوال وهل المتحري مهمته القبض على المطلوبين؟ أم التحري معهم بعد القبض عليهم؟
وبعد وقوع الحادثة ومقتل الشهيدين .. كيف تصرفت السلطات الأمنية والشرطية بمحلية القوز للقبض على الجاني؟ ولماذا تأخرت القوة التي تحركت لتعقب الجاني الذي كان يسير على قدميه لأكثر من ساعة.. وتتواتر الأخبار عن وصول الجاني لمنطقة (مناقو) بالمناسبة في هذه المنطقة تعرضت العربة اللاندروفر التي كانت تحمل العميد “عمر البشير” من ميوم للخرطوم لتنفيذ الانقلاب للوحل في الوادي العميق وهب أهالي المنطقة لمساعدة السائق وأغلبهم تعرف على “عمر سليمان آدم” رفيق درب “البشير” في تلك الرحلة.. عندما وصل الجاني منطقة مناقو وهي تبعد عن الدبيبات بنحو (9) كيلو مترات تناول جرعة ماء من الحفير.. واتجه جنوباً .. وتداعت السيارات اللاندكروزر حتى بلغت سبع سيارات بجندها وعتادها.. ولكنها فشلت في القبض على رجل يسير على قدميه كيف ذلك ولماذا؟
وعندما عادت القوة إلى الدبيبات خيم الحزن مضاعفاً على المواطنين وأصابهم الجزع والخوف على أنفسهم إذا كان مجرماً وقاتلاً يصطاد مدير الشرطة مثل العصفور ويهرب في رابعة النهار وتفشل سبع سيارات لاندكروزر في الوصول إليه كيف حال المواطنين العاديين أن تعرضوا لمثلما تعرض له الشهيد؟
وفي مستشفى الدبيبات ومستشفى الأبيض كان حضور المواطنين استفتاءً حقيقياً لشعبية الشهيدين وموقعهما في قلوب الناس؟ أما في مقابر “أحمد شرفي” فإن الغائب الأكبر كان وزير الداخلية الذي خرج من صلب الشرطة.. وكان حرياً بالسيد الوزير الانتقال إلى مسرح الجريمة وأن يبقى في محلية القوز حتى القبض على الجاني ولكن الوزير لم يصل مقابر “أحمد شرفي” في أم درمان فكيف له تكبد مشاق الرهق حتى جنوب كردفان؟
الحديث عن الشهيدين وأخلاقهما وشجاعتهما .. وتفانيهما في خدمة المجتمع سيأتي بعد ولكن القلب يدمي والعين تدمع للشرطة التي تدفع كل ثمن باهظ وهي تؤدي واجبها وتتعرض للاعتداء والقتل وتنزف دماؤها في كل مكان من أجل أن يستقر الوطن (الممكون وصابر) !!

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية