شهادتي لله

أولويات الشعب.. الاقتصاد وليس الحوار

اجتماع المكتب القيادي للمؤتمر الوطني الذي كان من المفترض أن يلتئم مساء أمس (الأربعاء) لمناقشة وإجازة التعديل الوزاري الذي طال انتظاره، تأجل ليوم غير مُسمَّى!!
لاشك عندي أن اجتماعاً ينظر تعديلات في هذه الحكومة المضطربة، خاصة في ظل حالة الضيق الاقتصادي التي تشهدها البلاد حالياً، أهم ألف مرة عند الشعب السوداني من اجتماع اللجنة العليا للحوار الوطني.
فالشعب الذي نعرفه ونقابله في الأتراح والأفراح ويبثنا شكواه كلما التقيناه.. أفراداً أو جماعات، غير مكترث تماماً لما ينعقد وينفض من اجتماعات لجان وآليات الحوار الوطني، بل ينصب كل تركيزه وانشغالاته على قضايا المعيشة.. الدولار.. السوق أسعار السلع.. ارتفاع تكلفة الخدمات من تعليم وعلاج وكهرباء.
حوار الاقتصاد هو لب الحوار الوطني.. ما عدا ذلك، بما في ذلك الانتخابات.. وتعديل الدستور أو إعداد دستور جديد، كل هذا ترف سياسي في غير زمانه ولا مكانه.
ليس مناسباً الآن.. أن تحدث الناس عن دستور جديد، وهم يلهثون في البحث عن جالون جازولين أو أنبوبة غاز!!
بعد أن تتم معالجة الأزمات المتناسلة الراهنة، من شح في السيولة لدى البنوك، وأزمة محروقات، وأزمة نقد أجنبي، وتهدأ النفوس الثائرة والمغبونة صمتاً، ربما يكون الوقت مناسباً لمناقشة الترتيبات السياسية والدستورية للمرحلة المقبلة.
ولهذا فإن اجتماع مناقشة تعديلات الحكومة، هو الأهم وهو الأولوية، وليس غيره من اجتماعات.
ما تفعله الحكومة مع الشعب هذه الأيام، يشبه حال الذي يشكو من الصداع (فربطوا له كراعه) !!
لابد من معالجة الصداع بإزالة أسبابه، إن كان سببه الملاريا.. أو التيفويد.. أو فقر دم أو مرض عصبي.. أو ضعف نظر.. بأدوية المرض المحدد، لا باستخدام البنادول، فصداع الدولة الحالي ليس طارئاً ولا عابراً ليزيله البنادول!
اعرفوا أولويات الشعب.. لتعرفوا الحل.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية