محطات الوقود
المجهر – الخرطوم
بالرغم من الرهق والمعاناة التي القتها أزمة الوقود الأخيرة على كاهل المواطن السوداني، إلا أنها كانت أيضاً فرصة لإظهار المعدن الأصيل لهذا الشعب الكريم، حيث كانت محطات التزود بالوقود مسرحاً لمواقف تجسدت فيها صفات الكرم والجود والشهامة، ولم تخلُ أجواء المعاناة في صفوف الوقود من الطرف والمواقف المضحكة التي تدل هي الأخرى على سماحة وسعة صدر الإنسان السوداني بالرغم من ضغط الظروف الحياتية ..
الدنيا لسه بخير
أحد الخيرين حضر بكميات كبيرة من الأطعمة البلدية (كسرة وملاح أم رقيقة) وكميات من العصائر محمولة على موتر تكتك وأطعم العشرات من المنتظرين في صفوف محطة الوقود، وفي موقع آخر بمنطقة شمبات وكانت صفوف العربات تمر بداخل أحد الأحياء أصر صاحب أحد المنازل هناك على تقديم الشاي والقهوة لكل المنتظرين في المحطة وظل هذا الرجل يفتح أبواب منزله طوال اليوم لكل من يرغب في شرب الشاي والقهوة.
طرائف صفوف الوقود
من المواقف الطريفة لأزمة الوقود قصة خطوبة جرت تفاصيلها كاملة في إحدى محطات الوقود وحسب الراوي فإن شاب وفتاة جمعهما صف الانتظار للوقود وكانت عربة الشاب متقدمة على عربة الفتاة وبعد زحف طويل استمر لساعات أعلن عامل المحطة أن الوقود قد نفذ، وكان الوقت متأخراً فاقترح الشاب على الفتاة أن تذهب إلى منزلها على أن يتكفل هو بجر عربتها، ووافقت الفتاة على اقتراح الشاب وذهبت إلى منزلها، إلا أنها عادت وأحضرت كمية من الأطعمة والعصائر للشاب، وحسب القصة فإن الانتظار في محطة الوقود استمر حتى منتصف نهار اليوم التالي، وجاء والدي الفتاة للتعرف بهذا الشاب لموقفه الشهم تجاه ابنتهم، وحضر أيضاً والدي الشاب لرؤية الفتاة التي أعجبهم تصرفها تجاه ابنهم لتتم الخطبة داخل محطة الوقود، أما القصة الطريفة التي كانت حديث الناس بإحدى مدن ولاية نهر النيل فهي قصة المرأة التي وضعت مولودها بإحدى محطات الوقود وحسب الرواية فإن أحدهم حضر إلى المحطة وبرفقته زوجته واستأذن من الحضور ليسمحوا له بالتزود بالوقود نسبة لأن زوجته في حالة وضوع وتجاوب كل الموجودين في المحطة مع الموقف إلا أن الزوجة وضعت مولودها قبل ذلك .
تطبيق حماري
أزمة الوقود أثارت موجة من السخرية اللاذعة على مواقع التواصل من بينها اقتراح أحدهم أن يكون هنالك تطبيق باسم (حماري) ليكون بديلاً لتطبيقات سيارات الأجرة، وحكى أحدهم على الفيسبوك قصة جماعة من الناس يستغلون عربة بوكس دخلوا إلى طلمبة وقود وأعلنوا أنهم يحملون جثمان لشخص متوفى وهم يحتاجون للوقود للوصول إلى المقابر، مما جعل جميع الموجودين يفسحوا لهم الطريق تعاطفاً مع الموقف إلا أن المفاجأة كانت عندما (عطس) المرحوم الذي يبدو أن رائحة البنزين قد أزكمت أنفه فلم يستطع تمالك نفسه من (العطس) بصوت عالٍ.
مليون جنيه
وقصة أخرى أوردها أحد القروبات الكبيرة على فيسبوك تحكي عن صاحب عربة برادو تجاوز الصفوف متقدماً نحو ماكينة الوقود، وعلى بعد خمس عربات توقف وطلب من صاحب عربة أمجاد أن يتخلى له عن دوره ووسط دهشة الموجودين وافق صاحب الأمجاد بكل سهولة وحرك عربته بعيداً عن الصف ليقوم صاحب العربة البرادو بمنحه ألف جنيه أمام أنظار الحاضرين.
قصة “لوشي”
قبل يومين تناقل رواد مواقع التواصل صوراً لعربة لاندكروزر بإحدى محطات الوقود ومعها خبر يقول إن المذيعة “لوشي المبارك” ومعها والدتها حضرتا للمحطة وحاولتا تخطي الصفوف المتراصة إلا أنهم وقفوا في طريقها ومنعوها من الدخول، إلا أن خبراً آخر نفى هذه الواقعة، وأكد أن هذه القصة مفبركة وأن “لوشي” أساساً تمتلك عربة تعمل بالكهرباء ولا تحتاج للوقود.