مسألة مستعجلة

تقلبات “سلفا كير” وغياب الحقيقة!

نجل الدين ادم

قبل أن يمضي أسبوع على حديث رئيس دولة جنوب السودان، “سلفا كير ميارديت”، بأنه نادم على تركه نائبه السابق دكتور “رياك مشار”، المعارض حالياً و”باقان أموم” الأمين العام للحركة الشعبية المعارض، أيضاً على قيد الحياة، قبل مغادرتهم إلى عاصمة الجنوب جوبا، كانت المفاجأة دعوة “سلفا كير” بنفسه للرجلين وبعض قيادات المعارضة للاجتماع سوياً في مدينة جوبا، إلا أن القياديين لم يعيرا الأمر أي اهتمام، لتكون المفاجأة الأكبر يوم أمس وهو يعلن العفو عن دكتور “مشار” ويطلب من دول الإيقاد المساعدة في ترحيله إلى جوبا، بل مضى إلى أبعد من ذلك وهو يشير إلى أن البعض ربما لم يصدقه، ولكنه لا يمانع أن تحرس دكتور “مشار” قوى دولية,

واضح تماماً عن تخبط “سلفا كير” ناتج عن تطورات الأوضاع في بلاده وانتهاء فترة ولايته، وضرورة الانتباهة للانتخابات العامة التي ينبغي أن تجرى حالياً، ربما يكون حديث الرجل جميعه صحيح وأنه صادق، ولكن تبقى التقديرات عند أصحاب المصلحة، وهم المعارضون سيما وأنهم يعرفون الرجل جيداً وقد عملوا معه لسنوات طوال في المعارضة المسلحة وفي النظام بعد رحيل الدكتور “جون قرنق” رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان السابق.

“سلفا كير” بدأ يفكر بصورة عملية ولكن في الزمن بدل الضائع كما يحلو للرياضيين، ليس من الحكمة أن تبلغ العداوة مع رفاق الأمس لحد إقصائهم والتمني أن يكون قد قضى عليهم.

الأوضاع الأمنية والإنسانية في الجنوب باتت معقدة اليوم بصورة واضحة، فلم يعد الكثيرون من أبناء جنوب السودان راغبين في تحريك الشارع العام لأسباب يعرفونها جيداً.

موقف لجوء الجنوبيين إلى دول الجوار بات مزعجاً للرئيس “سلفا كير”، والسودان واحد من ضمن هذه القائمة التي لن تطول، الآن هناك العديد من أبناء الجنوب في العاصمة الخرطوم يقاسمون المواطن السوداني لقمة العيش.

الآن اتوقع أن يكون تفكير كل من “مشار” و”باقان” حول دعوتهما للحضور إلى مدينة جوبا بعد إعلان العفو، اتوقع أن يكون سلبياً، ولا أحسب أن أحداً منهم سيقرر الاستجابة لدعوة “كير” ويحل ضيفاً على جوبا، وذلك لسبب بسيط أن الرجلين يعرفان “سلفا كير” جيداً وقد عملا سوياً، لذلك فإن دعوة “سلفا كير” هذه للرجلين لا بد لها من وسيط مضمون بين الطرفين حكومة ومعارضة، عندها يمكن أن تمضي الأمور إلى الإمام.

والله المستعان.

 

 

 

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية