فكرة اعتزال الرئيس!
– 1 –
{ عندما شرعنا في تأسيس صحيفة (المجهر السياسي) ، سلم أكثر من (ثلاثين) محرراً وكاتباً وإدارياً وعاملاً إستقالاتهم للمدير العام لصحيفة (الأهرام) بعد ربع ساعة فقط من تقديمي لاستقالتي في اليوم العشرين من شهر مارس الماضي !!
{ من بين الذين غادروا دون حاجة إلى تفكير أو (مراوغات) أو ابتزاز ، رافضة كل العروض المغرية بزيادة الراتب إلى (ضعفين) ، الأخت الأستاذة ” نضال حسن الحاج ” !!
{ لم تأبه ” نضال ” للإغراء بالمال : (حنزيدك مليون جنيه . . مليونين . . كدي تعالي أقعدي معانا . . صحي جابك الهندي ، لكن الجريدة متمسكة بيك و . . .) !!
{ فاتت ” نضال ” الكبار والقدرها في الشعر ونثر الرومانسيات الرفيعة . . وفاتتهم كذلك في المبدئيات . . الإخلاص ، الوفاء والإلتزام بالكلمة والعهد !!
{ جاءت ” نضال ” لـ (المجهر) وكتبت معنا إلى نهاية الشهر دون أن تعرف كم يبلغ راتبها في الجريدة الجديدة !! لم تناقشني في (القروش) أبداً ، لا هي ولا بقية (الثلاثين) المبشرين ومبشرة بالمجهر !!
وكذلك الأخت أو الشيخة – كما أحب أن أسميها – ” كوثر بابكر ” المدير المالي القادمة من الزميلة (آخر لحظة) التي يردد عنها الأستاذ ” عادل عبده ” رواية تدهشه . يقول إنه التقى في مناسبة ما قبل أشهر ، السياسي والإداري الأستاذ ” علي فقير عبادي ” المدير الإداري لصحيفة (آخر لحظة) والساعد الأيمن للمهندس ” الحاج عطا المنان ” ، ففقال له : (ألححنا على ” كوثر ” ألا تغادرنا ، لكنها أصرت ، فسألناها : الزول ده أداك كم ؟! ردت بايمانها الصوفي العجيب : ما اتفقت معاهو ، لكن أنا متأكدة إنو ما بظلمني)!!
وأخذ ” عادل عبده ” يردد هذه الرواية ، بمناسبة وبدون مناسبة ، وكأنه مجذوب !!
{ ” نضال ” – وهي على وش زفاف – إلى الأرباب الملياردير ” صلاح إدريس ” تستحق مني كلمات للتأريخ ، دين على عنقي أوفيه لها في زمن التكهنات والقيل والقال وكثرة السؤال .
{ ” نضال ” طموحة .. وهذه ميزة ، لكنها ليست مادية (رخيصة) !! والذي لا (يرخِص) نفسه ، يأتيه رزقه غالياً . . وغزيراً من السماء . . يا سبحان الله !!
{ مبروك للأخ ” صلاح إدريس ” الذي جاء إلى حفل زواجي قبل عامين مسرعاً من المطار مباشرةً . . جزاه الله خيراً ، وجلس بالصالة إلى جوار العزيز الدكتور ” نافع علي نافع ” يتبادلان التحايا ، ويومها لم أكن أعرف ” نضال ” ولا شعرها ولا موهبتها الأدبية الراقية . . مبروك عليه هذه (الدرة الما ليها تمن) . . أو كما قال شاعر الحقيبة الراحل الجميل ” سيد عبد العزيز ” .
2
{ الأخ الأستاذ ” راشد عبدالرحيم ” من رجال الصحافة السودانية المهذبين والمحترمين الذين لا يجد الغل والحسد طريقاً إلى قلوبهم ، وهؤلاء قلة في مهنة المنافسة على (السطوع) والسطوح أيضا ً !!
ولهذا لم يعجبني اندفاعه في التبرير والتمهيد غير المؤسس (للتمديد) دورة أخرى للرئيس ” البشير ” بعد العام (2015) !!
{ ورغم أن الأستاذ ” راشد ” شهادته مجروحة فهو من (أصهار) أسرة السيد الرئيس ، إلاُ أن ما يشفع له أنه من (آل البيت) في الحركة الإسلامية ومن بدرييها في صحافة الخرطوم منذ (راية) الجبهة الإسلامية القومية .
{ عزيزي ” راشد عبد الرحيم ” . . نعم ” محاضير محمد ” حكم في ماليزيا نحو (23) عاماً ، ولكن الرئيس ” البشير” سيحكم بإذن الله (26) عاما ً عن بلوغنا وبلوغه العام (2015) موعد الإنتخابات الرئاسية القادمة .
{ وليس هناك رئيس في أغلب دول العالم يحكم منفرداً ،هذا إذا كان البعض يبرر أن السنوات العشر الأولى من حكم ” البشير ” ، كان يشاركه فيها (رأس) آخر هو الشيخ ” الترابي ” !!
{ فالرئيس ” أوباما ” لا يحكم أمريكا منفرداً ، بل تحت وصاية الحزب ، والكونغرس ولوبيات (اليمين) والكنيسة والصهيونية والصحافة والإعلام ، وكذلك كان حال كل رؤساء أمريكا السابقين وسيكون حال اللاحقين .
{ والرئيس الإيراني ” أحمدي نجاد ” لا يستطيع أن ينفرد بحكم إيران في وجود سلطة وسطوة (المرشد) ” علي خامنيئي ” ومجلس مصلحة الدستور وتكتل (الآيات) فضلاً عن سيطرة (البرلمان)على الكثير من قضايا الحكم .
{ وحتى صاحب السمو (أمير) دولة الكويت الشيخ ” صباح الأحمد الصباح ” يجد نفسه مضطراً كل عدة أشهر إلى (حل) الحكومة وتعيين رئيس وزراء جديد ، بعد محاصرة البرلمان وإصراره على (إستجواب) ومحاسبة رئيس الوزراء في دولة الإشعاع الديمقراطي بين دول الخليج !!
{ أعجبتني جداً مقولة (خال) الرئيس ، وهو أقرب الأقربين إليه ، وأحرصهم عليه وأشدهم حباً له المهندس ” الطيب مصطفى ” عندما صرح قبل يومين مؤكداً أن : (إعتزال الرئيس للسلطة في مجده يحافظ على نجوميته) . . هذا هو التفكير الصحيح ، وهذا (مركز) فكرتي ومنطلقي في حملتنا لإختيار (خليفة) البشير خلال الأشهر القادمة .
{ لا أعتقد أن لدي علاقة (خاصة) ومميزة بالأستاذ ” علي عثمان ” تزيد عن صلتي (الوجدانية) الرفيعة بالرئيس ” البشير ” ، أو الإحترام والود المتبادل مع الدكتور ” نافع علي نافع ” ، ولكنني أكتب من أجل المصلحة العامة للدولة و (الخاصة) للرئيس ” البشير ” .
{ ولا أزيد .