نوافذ

يا كده يا نموت

حينما يرتدي الإنسان لون الجشع وجلده، وحينما تغادرنا سمات الخير بلا عودة، حينها لا تكون لنا علاقة بالآدمية، وإنما نكون جسماً شيطانياً كتبت له الأقدار أن يجييء متنكراً في هيئة بشر.
العديد من قضايا القتل والاغتصاب والتعذيب وغيرها من الجرائم التي نرتكبها فيما بيننا نحن بني البشر، صفحات الجريمة تعج بالمثير والمدهش منها ما نصدقه ومنها ما لا يخطر ببال، ولكن حينما تنقل الجريمة من الصحيفة إلى أرض الواقع، هنا تكمن المصيبة!
كنا نحن السودانيين حتى وقت قريب نلعب دور المتفرج على ما يحدث في الدول الأخرى من جرائم ومصائب، وهذا بحكم تربيتنا الدينية وعاداتنا السمحة، ولكن يبدو أن التيار بدأ يجرفنا نحو عمق أغرق من أن تصله الدول التي كانت الجريمة تمشي فيها بين الناس ! وذلك إما لأن وسائل الإعلام لم تكن تجد نصيباً من الوصول إلى ساحات الجريمة سابقاً، أو لأن الوازع الديني غادر دون عودة، وكما قال المثل :” الأعمى كان فتَّح بجيب لي أهلو بلية”
اغتصاب مرام، اختطاف بانة، الكثير من الوجوه النسائية التي ارتدت “موية النار” بدلاً عن تلك البشرة السودانية الأصيلة، قضايا كثيرة أضفت اللون الأسود على صفحات تاريخ ناصعة البياض.
ذميمة هي المشاعر حينما لا تحض العقل إلا على الانتهاك، وفوضوي هو القلب الذي يؤلب صاحبه على المعاصي، لا تشبهنا هذه المهازل ولا يستحق منا قدرنا كل هذا، ولا يحتمل اسمنا ولا انتماؤنا هذا الذي يحدث.!
المجازر تترى والأغراض دنيوية بحتة، هذا الثوب الذي نغطي به تشويهنا الخلقي ليس لنا، ولا هذه الأحقاد التي باتت تتغذى على أجسادنا من شيمنا، إذن فلنعد كما نحن مسلمين أولاً وسودانيين ثانياً؛ لأن الأولى تبصرنا بأمور ديننا، والثانية رسن من التقاليد المثالية يقودنا فنتبعه بكامل الرضا والتسليم؛ القناعة منهاجنا، والرضا بما لدينا شريعتنا، لنعد كما كنا، وإلا فلنمت.

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية