شهادتي لله

هل نتعلم من هذا الدرس؟!

{ الخطوة السياسية والدبلوماسية الأعظم التي أقدم عليها رئيسا كوريا الشمالية “كيم جونغ” وكوريا الجنوبية “مون جاي” الأسبوع الماضي بالاجتماع على الحدود بين البلدين بعد حرب الخمسينيات البعيدة، أصبحت مثالاً أول للاقتداء ونموذجاً للجسارة وتجاوز الأزمات والقطيعة بين دول العالم.
{ ما كان أحد في دنيانا قبيل التئام هذا اللقاء العظيم بأيام قليلة يتوقع أن يحدث ما حدث بين الزعيمين على الحدود بين الكوريتين، بعد أن كانتا على شفا حرب نووية تدخل طرفاً فيها الولايات المتحدة الأمريكية لتضع كل العالم على حافة الحريق الذي لا يبقي ولا يذر!
{ هذا الاجتماع غير المسبوق على مدى عقود طويلة، يدفعنا للتساؤل عن إمكانية تحقيق فكرته وروحه على واقع الشقاق بين دول عربية وإسلامية تختلف وتتنازع على أسباب لا ترقى لوصفها بالموضوعية والوجاهة، بل في الحقيقة هي أسباب (هايفة)!!
{ في السودان أيضاً.. نحتاج أن نستفيد من هذا الدرس العظيم المجاني من “جونغ” و”مون” اللذين عبرا العلامة الأسمنتية الفاصلة بين الدولتين، وتصافحا والابتسامة تعلو وجهيهما، ثم التقطا صوراً من الجانب الجنوبي ثم صوراً أخرى من الجانب الشمالي، واجتمعا عقب ذلك لمدة ساعة ونصف الساعة.
{ إعلام كوريا الشمالية عدّ الحدث الكبير (بداية التاريخ).. نعم فهو بداية تاريخ جديد ومختلف يبنى على لبنة الأمن والسلام والاستقرار لتنطلق كل شبه الجزيرة الكورية ناحية التنمية المستدامة المتوازنة بين الشمال المتأخر نوعاً ما، والجنوب الأكثر تطوراً وحداثة وازدهاراً اقتصادياً.
{ فليستفد زعماء.. ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية والأفريقية من درس الكوريتين.
{ فلتستفد حكومتنا وجميع الأحزاب السياسية والحركات المسلحة في السودان من هذه التجربة بالغة الأهمية التي تؤكد أن السلام لابد أن يكون المحطة الأخيرة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية