أخبار

البحث عن أزمة

هل يبحث المهندس “آدم الفكي” والي جنوب دارفور عن أزمة جديدة في ولايته وفي غرب السودان بصفة عامة؟ ولماذا هذا الإصرار على تجفيف وتفكيك معسكرات النازحين في هذا التوقيت؟ الوالي “آدم الفكي” الذي تعرض خلال سنوات حكمه لعواصف ترابية وزلازل وألغام زرعها فرقاؤه داخل المؤتمر الوطني.. ونجح الوالي في تجاوز كل تلك المصاعب بفضل مساندة القيادة العليا له.. وصد هجمات (إخوانه) على حكمه.. تصدى أولاً “حسبو محمد عبد الرحمن” للدفاع عن “الفكي” جهراً.. وسند حكمه بالرأي والتوجيهات.. ثم دخل الفريق “محمد حمدان حميدتي” إلى قلب الساحة ودافع عن “الفكي” ودعم حكمه و”حميدتي” أينما وقف هرولت من أمامه عناصر التمرد.. وحتى القيادات الرخوة في المؤتمر.
وفي زيارة الرئيس لنيالا.. وجد “آدم الفكي” سنداً ودعماً من الرئيس لم يجده من الولاة الحاليين إلا “محمد طاهر أيلا” في الجزيرة ومشى الرئيس بعصاة المعارضين لـ”الفكي”.. وأجزل الرئيس العطاء لحكومة نيالا.. ودخل الرئيس معسكر (كلمه) جهراً.. وخاطب المواطنين هناك.. ونجمت عن ذلك خسائر محدودة ومكاسب كبيرة.. وفي وقت بدأت فيه المعارضة التربص بالحكومة، وفي هدوء الأوضاع الأمنية الحالي بدارفور وبدء عودة النازحين يعلن الوالي “آدم الفكي” عن قرار بتفكيك معسكر (كلمه) وهو أكبر مستوطنة للنازحين في دارفور وتتخذ الحركات المسلحة من المعسكر (درقة) ومنطقة استثمارية في نزاعها مع النظام.. وتقول الحكومة إن المعسكر عبارة عن ثكنة عسكرية مسلحة، يجب أن تنزع أسلحتها مثلما تم نزع سلاح المواطنين في المحليات كافة بدارفور.
ويوم (الجمعة)، يعلن “آدم الفكي” عن قيام حكومته في الأيام القادمة باقتحام المعسكر وتفتيشه ونزع الأسلحة التي في أيدي بعض النازحين.. والقبض على مجرمين اتخذوا من المعسكر ملاذاً آمناً لهم.
و”الفكي” في تبريره للخطوة التي لا يعرف حتى الآن الخسائر المترتبة عليها أو المكاسب التي تنجم عنها، قال الوالي إن اقتحام المعسكر هو إنفاذ لقرارات الرئيس “عمر البشير” بتفكيك المعسكرات خلال عام 2018م، ولكن هل الرئيس أصدر قراراً بهذا المعنى؟ أم توجيهات بإنهاء حالة النزوح.. وإعادة النازحين لقراهم من يرغب في العودة.. وتخطيط المعسكرات وتمليك النازحين قطع أراضي في نيالا والفاشر وزالنجي والجنينة بدلاً عن حياة المعسكرات البائسة.
إن اقتحام معسكر (كلمه) يُعد بمثابة هدية تقدمها حكومة المهندس “آدم الفكي” للمعارضة المسلحة التي تبحث عن ضحايا تقدمهم (قرابين) لنضالها.. ولن يجد المتمرد “عبد الواحد” و”جبريل إبراهيم” هدية غالية من الحكومة مثل اقتحام هذه المعسكرات بالطريقة المعلنة من قبل حكومة جنوب دارفور ولن تتوانى عناصر الحركات المسلحة في إطلاق النار في وجه القوات الحكومية وإرغامها على رد الضرر والدفاع عن نفسها.. لتنشب حرب معسكرات تتساقط فيها الدماء ويفرح قادة الحركات المسلحة بذلك وتبدأ الإدانات الدولية ويستثمر المستثمرون ذلك لإعادة الروح للحرب لدارفور مرة أخرى.
قليل من (التعقل) وقراءة الواقع السياسي في كل البلاد.. والنظر لما تعانيه الحكومة المركزية من مشكلات ومقدمات الحوار مع الغرب.. كفيل بتأجيل خطة المهندس “آدم الفكي” لاقتحام معسكر (كلمه).
السؤال الذي لم يسأله أحد لواحد من أنجح الولاة لجنوب دارفور هل الوقت مناسباً الآن لتنفيذ هذه الخطة؟

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية