من كلاسيكو الأرض إلى نقاط زامبيا..!!
* نفرد مساحة اليوم لمساهمة الأخ الأستاذ الرشيد أمبدي، فإلي كلماته:
* الأخ/ الأستاذ: محمد كامل لك صادق التحايا ولقراء (المجهر السياسي) الغراء،، وعبر عمودكم المميز والمقروء (كرات عكسية) نتناول واحدة من (فواجعنا) الكروية الكبيرة التي أصابت القاعدة الرياضية بالسودان بإحباط شديد عبر قرار لجنة الانضباط بالاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا بتجريد السودان من نتيجة مباراته في تصفيات كأس العالم 2014م أمام زامبيا واعتباره مهزوماً بثلاثة أهداف لصفر وتغريمه 6430 دولار لإشراكه اللاعب (سيف مساوي) في المباراة التي أقيمت علي أرضنا في يونيو الماضي وكسبها السودان بفارق هدفين دون مقابل. وفي ذات الأسبوع ـ الأول من أكتوبرـ الحالي تابع العالم وعبر الفضائيات (كلاسيكو الارض) بين برشلونة وريال مدريد في قمة الفنيات والتكتيك الكروي العالي وإبداعات النجوم الكبار وتجلياتهم وعلى رأسهم (كريستيانو رونالدو) والأسطورة (ميسي)، وانتهت الملحمة العالمية بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق.. وقد يتساءل البعض عن ما هي العلاقة بين (كارثة) السودان الإدارية بخسارة ثلاث نقاط والانحدار من صدارة المجموعة إلى المركز الثالث برصيد نقطة واحدة وبين قمة كرة العالم البارسا والريال ؟! ولكننا نعتقد أنه المدخل الصحيح لفهم أسباب هذه الفاجعة أو الكارثة ؟
* كرة القدم التي يستمتع بها العلم كله عبر الدوري الاسباني (الليغا) والدوري الانجليزي (البريمر ليغ) والايطالي (الكالشيو) وقمة تجلياتها على سبيل كما في لقاء ملاقي أسبانيا، إنما وصلت لهذه المكانة عبر منظومة عمل إداري وتنظيمي يتمثل في سيادة حكم القانون وإتباع الشفافية في تكوين الاتحادات القارية والمحلية عبر انتخابات نزيهة واعمال مبدأ المحاسبة والانضباط ، ثم العمل الجاد في تطوير البنيات الأساسية من ملاعب كرة حديثة وبمواصفات عالمية.. واخيرا تغطية تلفزيونية عالية النقاء والصورة والإخراج لتسهم في نشر (ثقافة) الرؤية والاستيعاب لكرة القدم الحديثة بارجاء العالم المختلفة ونحن نعيش في عالم تجاوز مرحلة (القرية) الكونية الواحدة إلى مرحلة (الغرفة) الإعلامية الواحدة، بينما الشعوب والدول والثقافات هي عبارة عن (نوافذ) متعددة لذات الغرفة.
* ونعود لتجريد السودان من نقاط مباراة زامبيا ونقول إنها نتاج طبيعي لمستوى كرة القدم السودانية والبون الشاسع الذي يفصل بيننا وكرة القدم الحديثة، فإذا كان جمهورنا الرياضي أصبح متفلتاً ويمارس (شغب) الملاعب كما رأينا في مباريات القمة، ولاعبونا يرتكبون الأخطاء المتكررة
(بالكربون) في جميع مشاركات فريقنا القومي في نهائيات الأمم الأفريقية، وكذا الحال لأندية القمة التي لم تصل لنهائيات بطولات الأندية منذ سنوات وإعلامنا الرياضي يقود كل تلك (الاوركسترا)، ونحن نردد أننا مؤسسو الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بينما مازال رصيدنا كأس واحدة حققناها في العام 1970.. لكل تلك المعطيات فإنه يصبح منطقيا أن يفشل اتحاد الكرة السوداني في رصد بطاقة حمراء نالها اللاعب (سيف مساوي) في نهائيات غينيا والجابون. وللمفارقة فقد كان الكرت الأحمر أمام زامبيا، ولكن الفارق بيننا أن زامبيا فازت بالبطولة، ونحن ودعنا من الدور الثاني..!!
* ختاما: القضية ليست نقاط (زامبيا) برغم اهميتها ولكنها منظومة شاملة (ادارة ـ لاعب ـ اعلام ـ جمهور) نحتاج لتشريح شامل للازمة يحدد موطن الداء ويحدد العلاج الناجع حتى لا نظل عرضة لهذه المهازل.. إدارية أو فنية، وأولى خطوات الإصلاح أن نشاهد كيف تدار كرة القدم وكيف تلعب بكل هذا الابداع والفن والجمال ويكفينا فقط أن نشاهد الهدف الأسطوري لأفضل لاعب في العالم للثلاث سنوات الماضية (ميسي) من ركلة حرة مباشرة وفي مرمى من؟ العملاق (كاسياس) وذلك في لقاء الكلاسيكو الأخير حتى نتحسس موقعنا من خارطة العالم الكروية؟!
الرشيد أمبدي أبوبكرـ أمدرمان
* شكراً للأخ الرشيد والوعد يمتد لكل من له رسالة بطرفنا بالنشر في قادم الأيام باذن الله.