عودة “طه”!!
يترقب الشارع السياسي والاجتماعي التعديلات المرتقبة في الحكومة المركزية بالأمل والرجاء بعد الإحباط الذي انتاب الشارع في الشهور الأربعة الماضية جراء تداعيات الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها البلاد.. وقد تأخر تشكيل الحكومة الجديدة بعض الشيء بعد التعديلات في الأجهزة الأمنية والعسكرية، وفي القيادة السياسية لحزب المؤتمر الوطني وتبديل الوجوه كافة التي كانت تقود الحزب في الفترة الماضية.
الشارع يترقب إعفاء كامل القطاع الاقتصادي بمن في ذلك وزراء الأحزاب الحليفة والشريكة وهم يتحملون المسؤولية بقدر سواء مع أخوتهم في المؤتمر الوطني.. وفي الأسبوع الماضي أضاف الرئيس لقائمة الحقائب المنتظر أن تشهد تغييراً وزارة الخارجية بعد الإقالة المثيرة للوزير “إبراهيم غندور” وما تبع ذلك من ضجيج وإثارة شغلت الساحة حتى عن الأزمات المتناسلة لوقود السيارات في العاصمة والولايات. وكانت تقديرات القيادة السياسية قد أعادت في الفترة الماضية وجوهاً بارزة من الحرس القديم، وفاجأ الرئيس حتى المقربين منه بقرار عودة الفريق “صلاح قوش” الذي أعاد الروح لنبض السياسة وصب أوكسجين عافية في جسد الجهاز التنفيذي، وقبل “قوش” فكر الرئيس وقدر في الخبرات واستدعى د.”عوض الجاز” من الحرس القديم.. كل هذه التقديرات اقتضتها المصلحة العامة.. وليس مصلحة هؤلاء أو أولئك.
ما الذي يحول دون عودة “طه” في التشكيل المرتقب ووضعه في ثغرة الخارجية التي تبحث عن وزير من أهل الفعل.. والقدرات الاستثنائية في التواصل مع العالم الخارجي؟ و”طه عثمان” الذي تم إعفاؤه بصورة مفاجئة وثارت حوله كتل من الغبار العالق وتمت محاكمته مثلما حوكم “صلاح قوش” من قبل.. اختار الصمت والالتزام أخلاقياً بجانب الرئيس.. ولم يثبت حتى الآن فساد للرجل ولا تجاوز ولم تُفتح في مواجهته بلاغات.. أو تصدر بحقه أحكام قضائية تنال من شرف مهنته وأمانته، بل تمت محاكمته من قبل منافسيه والحانقين عليه.. والرافضين لوجوده بالقرب من الرئيس، وقد صار كثير من الصراعات والضرب تحت (الركب) للحيلولة دون الاقتراب من الرئيس.
الشعب السوداني غير معني كثيراً بتنافس هؤلاء ومعاركهم.. وتطلعاتهم.. وأجندتهم، لكنه معني بما يحقق له القدر المطلوب من توفير العيش الكريم!! فهل كان “طه عثمان” في زمانه القريب بالقرب من الرئيس يقدم حلولاً لمشاكل البلاد؟؟ أم كان شخصاً خاملاً بلا مبادرات ولا عطاء؟؟ وهل إعادة “طه عثمان” وتعيينه مثلاً وزيراً للخارجية من شأنه خدمة السودان كبلد أم لا؟؟ تلك هي الأسئلة المهمة والإجابات يعملها صانع القرار جيداً.
إذا كانت مصلحة المواطنين تقتضي عودة “طه عثمان” اليوم قبل الغد فليعد لـ”طه” مجده!! بل لماذا لا يعود “طه” الكبير.. وتصحح الإنقاذ أخطاءها وتعترف بالفشل الذي خيم على أداء الحكومة الراهنة.. إعادة تدوير الحرس القديم أفضل من العيش في كنف أزمات صنعتها الحكومة بسوء تقديرها.